وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته التي بدأها فجر الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2024، في مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، لتشمل مخيم "نور شمس"، وروى شهود عيان وجود اقتحامات واشتباكات بالأسلحة وانفجارات، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء في الضفة ليصل إلى 360 شهيداً.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، مخلفاً إلى جانب القتلى نحو 4 آلاف و200 جريح حتى الأربعاء.
اقتحامات وأصوات رصاص وانفجارات
فقد قال شهود عيان إن "قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مخيم نور شمس، وسط تبادل لإطلاق النار وأصوات انفجارات"، وبيّن الشهود أن الاقتحام الإسرائيلي يتم تحت غطاء من طائرات مسيّرة.
ومنذ فجر الأربعاء يناير/كانون الثاني 2024، ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مدينة طولكرم ومخيمها.
هذه العملية، أسفرت عن مقتل 4 فلسطينيين في قصف بطائرة مسيرة، وإصابة عدد آخر، ما يرفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 360 قتيلاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
فيما أشار الشهود إلى أن "الجيش الإسرائيلي يفرض حصاراً على المخيم منذ ساعات الفجر الأولى وسط عملية عسكرية واسعة داهم خلالها عشرات المنازل"
كما أوضحوا أن الجيش فصل مخيم طولكرم عن محيطه، فيما تمركزت آليات عسكرية على مداخل عدد من المستشفيات والمراكز الطبية في المدينة، وعمل على تفتيش سيارات الإسعاف.
كذلك، لفت الشهود إلى أن "جرافات عسكرية تشرع في عملية تجريف شوارع ومحال تجارية ومركبات في المخيم".
ارتفاع عدد الشهداء في الضفة
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، ارتفاع "عدد الشهداء" برصاص القوات الإسرائيلية بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي إلى 360.
الوزارة، قالت في بيان إنه "بارتقاء 4 شهداء في طولكرم، ارتفعت حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري إلى 41 شهيداً، ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة إلى 360 شهيدا".
كما أوضح البيان أن "من بين الشهداء 95 طفلاً".
ثم أشار إلى أن الوزارة "تتابع الأنباء عن شهداء آخرين في قصف بلاطة (شرق نابلس) صباحاً مع الهيئة العامة للشؤون المدنية (جهة تواصل حكومية مع الجانب الإسرائيلي)".
وقال شهود عيان للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي قصف بطائرة مسيرة موقعاً في مخيم طولكرم.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن "3 فلسطينيين استُشهدوا في قصف طائرة إسرائيلية مسيّرة سيارة قرب مخيم بلاطة شرق نابلس".
كما نقلت الوكالة عن مصادر أمنية فلسطينية أن "قوات الاحتلال حاصرت المركبة المستهدفة بالجيبات العسكرية، ومنعت طواقم الإسعاف من الاقتراب منها، وأطلقت النار على طواقم الهلال الأحمر الذين كانوا يتواجدون في المكان".
ثم لفتت إلى أن "قوات الاحتلال اختطفت جثماني شابين آخرين من المركبة قبل أن تستولي عليها وتنسحب من المنطقة".
بحسب الوكالة يرتفع "عدد الشهداء الفلسطينيين" بالضفة الغربية المحتلة بذلك منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي إلى 362.
بدورها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إنها تمكنت من "الوصول إلى السيارة المستهدفة بالقصف، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، وتم انتشال جثمان".
جيش الاحتلال يتبنى العملية
في السياق، أوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "نفّذ عملية الاغتيال بالشراكة مع جهاز الأمن العام الشاباك".
وزعم جيش الاحتلال أن الاغتيال "استهدف عبد الله أبو شلال الذي خطط مع أفراد خليته تنفيذ عملية كبيرة على المدى الوشيك"، وفق البيان.
كما ادعى الجيش أن أبو شلال "كان مسؤولاً عن عدة عمليات نُفّذت في العام الأخير، من بينها عملية إطلاق النار في القدس، والتي أسفرت عن إصابة مواطنيْن إسرائيلييْن. كما كان مسؤولاً عن عملية زرع عبوة ناسفة ضد قوات الجيش في أكتوبر الماضي".
وأضاف الجيش: "تمت تصفية الخلية من الجو، نظراً لورود معلومات استخبارية عن نية أفراد الخلية تنفيذ عملية على المدى الوشيك. بعد تصفيتهم تم العثور داخل سيارتهم على وسائل قتالية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء "24 ألفاً و448 شهيداً و61 ألفاً و504 مصابين"، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.