ذكر موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير له الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2024، أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اتُّهم باستخدام عبارة مجازية معادية للإسلام تُعرّض "سلامة" نائبة تنتمي إلى حزب العمال البريطاني للخطر، بعد أن دعاها إلى إدانة حماس والحوثيين خلال نقاش محتدم حول الحرب في غزة.
تصريحات رئيس الوزراء البريطاني أثارت ردود فعل غاضبة، من نواب في البرلمان وشبكة المسلمين العمال، فيما طالبه نواب بتقديم اعتذار علني.
تصريحات سوناك
في وقت متأخر من يوم الإثنين، سألت النائبة زارا سلطانة عن دائرة جنوب كوفنتري، رئيس الوزراء البريطاني حول ما إذا كانت حكومته ستدين القصف المستمر ضد قطاع غزة، وتضغط من أجل فرض وقف إطلاق نار فوري.
قالت زارا: "بدلاً من منح إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف قصفها الوحشي ضد قطاع غزة والمخاطرة بتوسيع رقعة الصراع، هل سيسعى رئيس الوزراء لنزع فتيل الموقف والمطالبة بوقف إطلاق نار فوري".
رد سوناك على زارا قائلاً: "ربما سيكون من الجيد أن تطالب السيدة الكريمة، حماس والحوثيين بأن ينزعوا فتيل الموقف".
في أعقاب رد سوناك، قال أندرو بيرسي: "كثير من الأشخاص يمنحون تصريحاً مجانياً إلى الإرهابيين الذين ارتكبوا اسوأ جريمة قتل بحق اليهود، وقد رأينا للتو مثالاً على ذلك، تماماً مثلما شهدنا أمثلة لذلك في شوارعنا هذا الأسبوع، حيث صاح الناس: (اليمن، اليمن، حولي وجهة سفينة أخرى)، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق".
حينها طالبت زارا بنقطة نظام، وقالت إن اتهامات بيرسي ضدها كانت "غير صحيحة بشكل بشع"، وذكرت أن ادعاءاته اضطلعت بدور في "التعبير المجازي العنصري، الذي يعني ضمنياً أنني كوني مسلمة، فأنا أدعم حماس".
بينما أنكر بيرسي هذه الادعاءات.
مطالب باعتذار رسمي
في وقت لاحق من الجلسة، انتقدت النائبة ناز شاه من دائرة برادفورد الغربية، رد سوناك وطالبته بالاعتذار.
قالت ناز: "لقد كانت بالفعل صفعة مؤلمة جديدة، اليوم لرئيس الوزراء أن يقول لبريطانية مسلمة في مجلس النواب، وعضو عن دائرة جنوب كوفنتري، إنها يجب أن تبلغ حماس والحوثيين أن يتوقفوا عن فعل ما يفعلونه".
كما أوضحت: "هذا تعبير مجازي معاد للإسلام، ربما سوف يفكر رئيس الوزراء، وينسحب، ويتحمل المسؤولية ويظهر روح القيادة ويعتذر".
تهديدات بالقتل
في أعقاب النقاش، أدانت شبكة مسلمي العمال (LMN) سوناك، وقالت إنها ستكتب رسمياً لقادة الحزب لحثه على الاعتذار بسرعة.
قالت الشبكة في بيان: "إن مطالبة رئيس الوزراء نائبة مسلمة في البرلمان بأن تدعو حماس إلى نزع فتيل التصعيد، تعد (صورة) واضحة من الإسلاموفوبيا. هذا الشكل من الخطاب يحمل خطورة على سلامة المسؤولين العامين المسلمين وعلى مجتمعنا بصورة أكبر".
وقد تحدثت زارا سابقاً عن مستوى الكراهية المعادية للإسلام على الإنترنت، والتهديدات بالقتل التي تلقتها منذ أن صارت نائبة في البرلمان البريطاني.
ضاعف سوناك تعليقاته بدرجة أكبر، وحث "جميع الأعضاء على ألا يستمروا في خلط هذه الصراعات، وأن يعترفوا، عندما يطالبون المملكة المتحدة بنزع فتيل الأزمة، بأن الأشخاص الذين تسببوا بهذا الصراع في المقام الأول هم حركة حماس والحوثيين".
وتأتي مداخلة النائبة زارا سلطانة بعد أن انضمت بريطانيا إلى القوات الأمريكية وقصفت المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون اليمنيون، الذين يسيطرون على غالبية مناطق اليمن والعاصمة صنعاء.
وفي الأسبوع الماضي، أبلغ مسؤولون في وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية، صحيفة The Times أنهم كانوا "متوترين للغاية" بسبب قصف اليمن.