كشف رئيس الدائرة السياسية في حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية ونائب الأمين العام للحركة، محمد الهندي أن السلطات المصرية وعدت المقاومة الفلسطينية بتسهيل دخول المزيد من الجرحى والمصابين من معبر رفح في الأيام المقبلة لتلقي العلاج في مصر، مشيراً في الوقت نفسه في حوار خاص لـ"عربي بوست" يوم الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في قطاع غزة، تماشياً مع مطالب اليمين المتطرف في إسرائيل والذين يطالبونه بالاستمرار في العدوان على القطاع من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن غاية نتنياهو واليمين المتطرف من ذلك لن تتحقق.
جاء حوار نائب الأمين العام لحركة الجهاد محمد الهندي مع "عربي بوست" على هامش مشاركته في مؤتمر "الحرية لفلسطين"، الذي عُقد في مدينة إسطنبول التركية، بحضور مئات الشخصيات العربية والغربية، وناقش قضايا أبرزها "مخاطر الصهيونية وعنصريّتها عالمياً"، وأكد في كلمات ضيوفه أن المقاومة "حق أصيل في مواجهة كل مشاريع التصفية" التي تتعرّض لها القضية الفلسطينية.
حيث أُقيم المؤتمر بتنظيم من مؤسسة القدس الدولية، والمنتدى العالمي للوسطية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، ومنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، واستمر المؤتمر يومين عقد خلالهما جلسات، بمشاركة مفكرين وباحثين ومتخصصين من بلدان عربية وأجنبية.
إلى نص الحوار:
يثار في الفترة الحالية الحديث حول محور فيلادلفيا، الموازي للحدود المصرية وحديث بنيامين نتنياهو أنه يبحث احتلال المحور، في حركة الجهاد، كيف ترون تصريحات نتنياهو في هذا المضمار؟
نتنياهو له خطاب شعبوي، يريد إرضاء القاعدة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، وهي قاعدة تحالف معها لتشكيل حكومته والمضي قدماً في ارتكاب انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة، وهي قاعدة شعبية له؛ لذلك لا تخرج تصريحاته الخاصة باحتلال محور فيلادلفيا عن محاولتها مغازلة قاعدته المتطرفة ليس إلا. وهو يريد إطالة أمد الحرب بشكل أكبر مما هو عليه الآن ولذلك يتحدث بهذه اللغة، ويتحدث عن محور فيلادلفيا، فلسطينياً، المقاومة سوف تقوم بدورها الواضح تجاه محاولات إسرائيل احتلال محور فيلادلفيا، وأعتقد أن القاهرة يجب أن تقوم بدورها وموقفها ومنع قيام إسرائيل باحتلال المحور المجاور للحدود المصرية.
دعني أسأل بشكل واضح، ما الذي يجب على القاهرة أن تقوم به بخصوص محور فيلادلفيا في ضوء تصريحات الاحتلال الإسرائيلي؟
طبعاً يجب على القاهرة التدخل ومنع إسرائيل من احتلال محور فيلادلفيا، لأن هذا أمر فلسطيني مصري ولا علاقة للاحتلال به، والمطلوب ألا يكون لإسرائيل أي دور أو سلطة أو وجود في هذه المنطقة.
في ضوء استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ما هو مصير المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى؟
حركتا الجهاد والمقاومة الإسلامية حماس قدمتا ورقة مشتركة تضمنت موقف الحركتين من موضوع الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في القطاع ومن موضوع الهدنة، إلى مصر، وقد سبق أن قدمت مصر ورقة تحمل مسودة من النقاش بخصوص إنهاء الحرب في قطاع غزة، وحتى الآن لم يأتِ رد من جانب القاهرة وإسرائيل بخصوص ردنا حول وقف إطلاق النار، ولكن سمعنا في وسائل الإعلام، أن إسرائيل لا ترى أن هذه الورقة تناسبها وقد قلنا باختصار شديد في حركة الجهاد الإسلامي إنه لا تبادل في موضوع الأسرى إلا بعد الانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة ووقف كامل لإطلاق النار.
في الأيام الماضية كانت هناك وساطة قطرية لإدخال أدوية إلى الأسرى الإسرائيليين الموجودين مع المقاومة، هل نعتبر ذلك خطوة تمهيدية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل؟
كل هذه تفاصيل لا تحقق شيئاً في ملف المفاوضات، ما نسعى إليه من المفاوضات وبشكل جاد هو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، وتبادل الأسرى بشكل كامل بين الجانبين، وفي هذا المسار المقاومة موقفها ثابت ولا يتغير.
بالذهاب إلى معبر رفح وما يثار طيلة الوقت من أن القاهرة تتعنت في التحكم فيه بشكل كامل، كيف تنظرون لذلك، وما هو المطلوب من وجهة نظركم من مصر للتعامل مع ملف المعبر؟
معبر رفح من المفروض أن يكون معبراً مصرياً فلسطينياً، ومن ثم يجب على مصر أن تسمح بتدفق الجرحى والمصابين بشكل كامل للعلاج في مصر، وقد أثرنا هذه المسألة في نقاشنا مع الجانب المصري، في زيارتنا للقاهرة، وقد تلقينا وعوداً من الجانب المصري بإدخال المزيد من الجرحى والمصابين عبر المعبر في الأيام المقبلة.
في ضوء تحركات جنوب أفريقيا لمحاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، كيف ترون تلك الخطوة ؟
هي خطوة مقدرة بالفعل، وقد شاركنا بوفد من جانبنا وذهبنا إلى جنوب أفريقيا قبل أسابيع لتقديم الشكر لها على موقفها الخاص بمقاضاة الاحتلال في محكمة العدل الدولية.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلّفت حتى الثلاثاء، 24 ألفاً و285 قتيلاً و61 ألفاً و154 مصاباً، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.