ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، دعا إلى تعديل دستوري لتغيير وضع كوريا الجنوبية إلى دولة منفصلة، وحذّر من أن بلاده لا تسعى إلى الحرب لكنها لا تستبعد هذا الخيار.
كما قال كيم إن استنتاجه النهائي هو أن الوحدة مع الجنوب لم تعد ممكنة في خطاب ألقاه أمام مجلس الشعب الأعلى، وهو برلمان كوريا الشمالية، بينما اتهم سول بالسعي إلى هدم النظام وجهود الوحدة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
فيما نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن كيم جونغ أون قوله: "لا نريد الحرب ولكن ليست لدينا أي نية لتجنبها". وقالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية إن 3 هيئات حكومية -تتعامل مع الوحدة والسياحة بين الكوريتين- ستغلق أبوابها.
بينما دعا كيم إلى تصنيف كوريا الجنوبية على أنها "العدو الأول" في دستورها، قال أيضاً إن الحرب ستقضي على الجنوب وستلحق هزيمة "لا يمكن تصورها" بالولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الأنباء المركزية الكورية.
كما قال كيم جونغ أون أيضاً إنه إذا اندلعت حرب في شبه الجزيرة الكورية، فيجب أن يعكس دستور البلاد قضية "احتلال" و"استعادة" و"دمج" الجنوب في أراضيه.
حسب وكالة رويترز فإن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تفاقمت فيه التوترات في شبه الجزيرة الكورية مؤخراً، وسط سلسلة من التجارب الصاروخية، ومسعى بيونغ يانغ للتخلي عن سياسة استمرت لعقود، وتغيير نمط علاقتها بجارتها الجنوبية.
كما قال محللون إن وزارة الخارجية الكورية الشمالية يمكن أن تتولى العلاقات مع سول، وربما تساعد في تبرير استخدام الأسلحة النووية ضد الجنوب في حرب مستقبلية.
سول ترد على كيم جونغ أون
في رده على تصريحات زعيم كوريا الشمالية، انتقد الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، تحرك كوريا الشمالية لتعريف جارتها الجنوبية كدولة معادية، وقال إن ذلك يظهر طبيعة بيونغ يانغ "المعادية للوطن وغير التاريخية".
أضاف يون، حسب ما نقلته وكالة رويترز، أن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ مؤخراً، وإطلاق قذائف مدفعية "عمل سياسي" لتقسيم الرأي العام الكوري الجنوبي، وتعهد بأن الاستفزازات ستقابل برد فعل على "نطاق مضاعف".
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان وكالة "يونهاب" أن كوريا الشمالية أوقفت بث محطة إذاعية كانت ترسل رسائل مشفرة إلى عملائها في كوريا الجنوبية، في أحدث مؤشر على أن بيونغ يانغ تغير طريقة تعاملها مع سول.
حيث كثفت كوريا الشمالية الضغط على جارتها الجنوبية في الأسابيع الماضية، وأعلنت أنها "العدو الرئيسي"، قائلة إن الشمال لن يتحد أبداً مع الجنوب، وتعهدت بتحسين قدرتها على تنفيذ ضربة نووية للولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيط الهادي.
كانت إذاعة بيونغ يانغ، المعروفة بمحطة الأرقام، قد بثت من قبل أرقاماً مشفرة غامضة يفترض أنها تستهدف جواسيس كوريا الشمالية العاملين في كوريا الجنوبية. وكان موقعها الإلكتروني معطلاً أيضاً السبت الماضي.
كما أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في خطاب ألقاه في اجتماع نهاية العام لحزبه الحاكم، "بتغيير حاسم في السياسة" في العلاقات مع الجنوب، وأصدر تعليمات للجيش بالاستعداد لتهدئة واحتلال الجنوب في حالة حدوث أزمة.
يوم السبت 13 يناير/كانون الثاني، أعلنت كوريا الشمالية عن خطط لحل المنظمات المسؤولة عن التبادلات المدنية مع كوريا الجنوبية. وأشارت وكالة الأنباء المركزية الكورية إلى قرار "بإعادة تهيئة جميع المنظمات ذات الصلة".