أثارت الصواريخ التي أطلقتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، على مستوطنة "نتيفوت" المحاذية لقطاع غزة، غضباً في أوساط الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما أنها جاءت بعد انسحاب الفرقة 36، والتي تعد من أهم الفرق العسكرية، من وسط القطاع.
ويعد سحب الفرقة 36 هو الأبرز لقوات الجيش الإسرائيلي منذ التوغل البري قبل شهرين ونصف، وكانت تلك الفقرة قد دخلت إلى قطاع غزة بعد الفرقة 162، وشاركت في عمليات في الأحياء الجنوبية لمدينة غزة مثل الشجاعية والزيتون والشيخ عجلين والرمال، قبل انتقالها إلى وسط القطاع في مخيمَي البريج والنصيرات.
كتائب القسام أطلقت رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة، وأحدثت أضراراً بالممتلكات في "نتيفوت"، وصفها الإعلام العبري بالأوسع منذ أسابيع.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن مصدر عسكري، أن الصواريخ أطلقت من مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة، بعد انسحاب الفرقة 36 منها أمس.
المصدر العسكري أفاد بأن انسحاب الفرقة جاء في إطار "الانتعاش" وزيادة الكفاءة، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ قرار بشأن استمرار النشاط العملياتي للقوات التي لعبت دوراً مهماً في القتال خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وبعد إطلاق الصواريخ على "نتيفوت"، علّق وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قائلاً: "وابل الصواريخ على نتيفوت من منطقة غادرها الجيش يثبت أن احتلال غزة ضروري لتحقيق الأهداف القتالية".
جدعون ساعر يهاجم الجيش بعد سقوط الصواريخ
كما قال الوزير في مجلس الحرب، جدعون ساعر، إن "تخفيض عمليات الجيش في غزة وتقليص القوات في ظل الوضع القائم خطأ، يجب اتخاذ قرار فوري بزيادة الضغط العسكري بالقطاع".
جدعون ساعر، وفقاً لصحيفة "معاريف"، أضاف أن "الأهداف لم تتحقق بعد، ولا يجب أن تتوقف الحرب قبل تحقيق أهدافها"، وطالب بعقد اجتماع فوري للمجلس الأمني المصغر، لبحث استمرار الحرب في القطاع وكيفية إدارتها.
الصحيفة العبرية قالت إن "انسحاب الفرقة 36 أمس من غزة، والقصف العنيف الذي طال نتيفوت"، يثير انتقادات المسؤولين في التحالف والحكومة، ونقلت عن مصادر أن "الإدارة الحالية للحرب تثير أسئلة صعبة، لقد غيّر الجيش تكتيكاته، وحدد جدول التخفيض القتالي ولكن ليس حسب الإنجازات"، وأضافت: "لا يبدو أن هذه الطريقة الصحيحة للنصر".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت إن إطلاق الصواريخ جاء قبل وقت قصير من اجتماع مجلس الحرب مع رؤساء السلطات المحلية في الجنوب لمناقشة عودة المستوطنين إلى المستوطنات المحيطة بغزة.
الاحتلال يتخوف من ترميم حماس قدراتها بغزة
إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أن أجهزة الأمن رصدت اتجاهاً مقلقاً في ظل محاولة حركة حماس ترميم قدراتها المدنية في شمالي قطاع غزة، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للحركة تحاول بسط سيطرتها مجدداً بعد انسحاب الآليات من غزة وشمالها.
المخاوف الإسرائيلية تتركز في احتمال "نجاح حركة حماس في استعادة قدراتها العسكرية في المنطقة"، وذلك بعد وتيرة إطلاق الصواريخ مجدداً وكان آخرها أمس الإثنين من شمال قطاع غزة تجاه مستوطنة سديروت.
رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، حذَّر من "تآكل" ما وصفها بـ"الإنجازات" العسكرية في إطار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك في ظل "غياب استراتيجية سياسية" للحكومة الإسرائيلية، حول ما بات يعرف إسرائيلياً بـ"اليوم التالي" للحرب المتواصلة على قطاع غزة.
هاليفي أشار إلى أن هناك مخاوف من أن تعيد حركة حماس "تنظيم صفوفها" شمالي قطاع غزة، بعد إعلان انتهاء العملية البرية المكثفة هناك.
القناة 13 العبرية نقلت عن هاليفي قوله إن هناك إمكانية أن "يضطر" جيش الاحتلال إلى "العودة والعمل في المناطق التي أنهينا فيها القتال بالفعل".
و"اليوم التالي" للحرب المتواصلة على قطاع غزة، ما زالت عالقة في أروقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وسط خلافات مع الولايات المتحدة، وتصريحات عدة لنتنياهو رفض فيها عودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع.