أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2024، مقتل رهينتين لدى حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في غزة، لكنه زعم أنهما "لم يُقتلا بنيران الجيش"، عكس ما قالته شهادة المحتجزة الناجية التي بثتها كتائب القسام في شريط فيديو.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، إن "هناك قلقاً جدياً إزاء مصير رهينتين تظهر جثتاهما على ما يبدو في تسجيل مصور بثته حركة حماس، لكن لم يقتل أحدهما بنيران إسرائيلية خلافاً لادعاءات الحركة".
وزعم هاغاري أن قوات الاحتلال "لم تطلق النار على إيتاي. هذه كذبة من حماس. المبنى الذي كانوا محتجزين فيه لم يكن هدفاً ولم يتعرض لهجوم من قواتنا".
ثم زاد: "لا نهاجم مكاناً إذا علمنا بوجود أي رهائن داخله"، مشيراً إلى استهداف مناطق قريبة.
كذلك، ادعى هاغاري أن "حماس تحاول استغلال حقيقة أن المجتمع الإسرائيلي يقدس الحياة".
"القسام" تنهي الانتظار
في وقت سابقٍ الإثنين، أنهت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، انتظار عدد من أهالي المحتجزين الإسرائيليين، بعد أن بثت تسجيلاً مصوراً جديداً عرضت فيه جثتي المحتجزين الإسرائيليين يوسي شرعابي وإيتاي سفيرسكي، اللذين قتلهما قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكانت "القسام" قد تعهدت، الأحد 14 يناير/كانون الثاني 2024، بالكشف عن مصيرهما، متهمةً إدارة نتنياهو بـ"الكذب".
وأظهر المقطع رهينة إسرائيلية ثالثة، تدعى نوا أرجاماني، وهي تقول إن الرهينتين قتلتا في ضربات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبدأ الشريط بشهادة المحتجز المقتول إيتاي سفيرسكي، الذي قال: "شعرنا بأننا خُذلنا مرتين: الأولى عندما لم يحمونا في بئيري، والثانية عندما لم يعيدونا إلى البيت".
ثم وجه نداء استغاثة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، قال فيه: "نتنياهو من فضلك، أوقِف الحرب، أعِدنا إلى بيتنا، نحن في ظروف صعبة، لا ماء ولا أكل، يوجد هنا خطر دائم أينما أوجد".
وروت المحتجزة نوا أرجاماني تفاصيل قصف البيت الذي كانوا يقيمون فيه، مؤكدةً أنها نجت من قصف نفذته طائرة "إف 16" تابعة للطيران الحربي للاحتلال، وضربت بثلاثة صواريخ، واحد منها لم ينفجر.
وقالت أيضاً إن المحتجز يوسي لم ينجُ من القصف، وقتل على الفور، وبعد يومين، توفي إيتاي هو الآخر، بينما تعرضت هي لإصابات على مستوى الرأس.
واختتمت الفيديو برسالة تقول فيها المحتجزة: "إيتاي ويوسي قُتلا بنيران قواتنا، أوقِفوا هذا الجنون وأعيدونا إلى بيوتنا".
يأتي هذا الفيديو، لينهي ساعات من انتظار عدد من المستوطنين الإسرائيليين، وذلك بعد أن وجهت كتائب القسام، مساء الأحد 14 يناير/كانون الثاني 2024، رسالة إلى أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة، قالت فيها: "انتظرونا.. غداً سنخبركم بمصيرهم، حكومتكم تكذب".
ونشرت "القسام" مقطعاً مصوراً لعدد من الأسرى وهم يوجهون رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية يطالبون فيها بوقف الحرب وإعادتهم إلى عائلاتهم.
وكتبت في ختام الفيديو المرفق الذي نشرته على حسابها بمنصة تليغرام: "انتظرونا.. غداً سنخبركم بمصيرهم. حكومتكم تكذب".
وتقدر إسرائيل وجود نحو "137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.
وترعى مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة، جهوداً للتوصل إلى هدنة مؤقتة ثانية في غزة، حيث تم التوصل للهدنة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن إطلاق سراح 105 محتجزين لدى حماس بينهم 81 إسرائيلياً، و23 مواطناً تايلاندياً، وفلبيني واحد، و240 أسيراً فلسطينياً.
ومنذ 100 يوم، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الأحد 23 ألفاً و968 قتيلاً، و60 ألفاً و582 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.