قال خبراء في الطب النفسي، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، إن "إسرائيل" تواجه أخطر موجة صدمات نفسية منذ تأسيسها، وأشاروا إلى أن نظام الصحة النفسية غارق بالفعل في طلبات مساعدة لم ينتهِ التعامل معها، وفقاً لصحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية.
منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية، تمتد قوائم الانتظار في "إسرائيل" لعدة أشهر، وتواجه هيئات الحفاظ على الصحة (HMO) صعوبات في التعامل مع العدد المتزايد من مشكلات الصحة النفسية، وهو حجم لم يسبق له مثيل.
لسنوات عديدة، كان نظام الصحة النفسية الإسرائيلي قاصراً، حيث كانت فترات الانتظار الطويلة، خاصة في المناطق النائية، شاهداً على الإهمال الذي يواجهه من يصابون بمشكلات نفسية. ومنذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، تعرض نظام الصحة العامة لطوفان من طلبات المساعدة، التي من المتوقع أن تزداد بدرجة هائلة، بحسب الصحيفة.
واحد من كل 3 أشخاص في إسرائيل تأثروا بالحرب
خبراء الطب النفسي توقعوا مؤخراً أن واحداً من كل 3 أشخاص تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بالحرب -مثل عائلات وأصدقاء المختطفين أو الضحايا المصابين أو من فقدوا أقاربهم- قد يصاب باضطرابات ما بعد الصدمة في الأشهر المقبلة.
وتتعامل خطوط الاستغاثة الساخنة التابعة لمركز المساعدات النفسية ERAN بالفعل مع أكثر من 100 ألف مكالمة، وهو أمر غير مسبوق منذ إنشاء المركز.
هيئة "كلاليت للخدمات الصحية" سجّلت زيادة بنسبة 25% في استخدام الأدوية النفسية، وزيادة بنسبة 52% في الحالات المرتبطة بالقلق، وزيادة بنسبة 45% في تشخيصات لحالة ما بعد الصدمة.
سيغال سيدليك ألون، عالمة النفس في كلاليت، أكدت أن "عدد الإحالات إلى خدمات الصحة النفسية ارتفع في السنوات الأخيرة، ويمكن للتدخل الفوري والمركّز أن يمنع تطور اضطرابات نفسية حادة وكبيرة في وقت لاحق".
"لكن في لحظات الأزمات، وخاصة بين الأطفال، فتوفير استجابة فورية للمشكلة في بدايتها يمكن أن يمنع تدهورها وتفاقمها، وتعد الاستجابة الفورية والسريعة أمراً محورياً لعودة سريعة نسبياً إلى الحياة الطبيعية".
والشهر الماضي، افتتح مركز غيها "Geha" للصحة النفسية، وهو جزء من مجموعة كلاليت، مركزاً جديداً ومتقدماً لعلاج الصدمات والأزمات يحمل اسم "مركز أولمبيا"، ويعطي المركز الأولوية للأفراد النازحين من المناطق النائية والشمال ومن يعانون صدمات شديدة.
مدير المركز البروفيسور جيل زالتزمان، أشار إلى أن "الناس أصيبوا باضطرابات كبيرة وطويلة الأمد بسبب الأحداث المؤلمة"، لافتاً إلى أن هناك "عدداً كبيراً من الضحايا، مصنفين في دوائر مختلفة من الصدمات، ما يؤكد الحاجة الملحة للاستجابة العلاجية السريعة".
وأضاف: "تُعلمنا تجارب الماضي أن معظم من يتعرضون للصدمة سيتعافون من أعراض اضطراب الضغط النفسي الحاد، ومع ذلك، قد يصاب البعض بمتلازمة ما بعد الصدمة المزمنة وطويلة الأمد، التي يمكن الوقاية منها من خلال التدخل السريع والاحترافي".