تفكيك “شبكة من النمل” متخصصة بتهريب الأموال من لندن إلى دبي.. أعضاؤها تظاهروا بأنهم سياح ونقلوا ملايين الدولارات

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/15 الساعة 06:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/15 الساعة 06:04 بتوقيت غرينتش
عناصر من الشرطة البريطانية/ رويترز

كشفت صحيفة "Wall Street Journal" الأمريكية عن تفكيك السلطات في بريطانيا لشبكة مهربين كانوا متخصصين في نقل الأموال من لندن إلى دبي، مقابل تعويض مالي يتلقونه من العصابات التي تحتاج لنقل أموالها خارج البلاد لتبييضها، ووصفتهم الصحيفة بأنهم كانوا كـ"شبكة من النمل".

الصحيفة أوضحت، في تقرير نشرته السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024، أن المهربين كانوا يسافرون في درجة رجال الأعمال للحصول على إمكانية نقل أمتعة إضافية، وأظهرت صور من كاميرات المراقبة في مطار هيثرو بلندن المهربين يتظاهرون بأنهم سياح ويجرون معهم حقائب كبيرة بها ملايين الدولارات لنقلها إلى دبي.

تهريب ملايين الدولارات إلى دبي

حيث قام عناصر أمن بريطانيون باختراق شبكة لغسل الأموال يقولون إنها نقلت أكثر من 100 مليون جنيه استرليني، أي ما يعادل 125 مليون دولار. وأدانت محكمة في لندن رجلين بتهمة التهريب غير القانوني، ما رفع عدد الإدانات في شبكة ناقلي الأموال إلى 16، وفقاً للوكالة الوطنية للجريمة.

تقول الصحيفة إن المهربين الذين يتظاهرون عادة بأنهم سائحون، حصلوا على ما يصل إلى 5000 جنيه استرليني لحمل الحقائب النقدية وتهريبها. وسافروا في درجة رجال الأعمال للحصول على إمكانية نقل أمتعة إضافية، ونقلوا مليون جنيه إسترليني أو أكثر عن طريق تسجيل ثلاث أو أربع حقائب.  

فيما وجد تحقيق أمني بريطاني أن عصابة تشرف على ذلك، إذ تتلقى الأموال من العصابات الأخرى وتعدها وترتبها في حقائب في شقق في لندن قبل أن تسلمها لهؤلاء المهربين. وبمجرد وصولهم إلى دبي، يتلقون صورة لرسالة فيها الإقرارات الجمركية لإطلاع مسؤولي الجمارك عليها، وترسل لهم أيضاً رموزاً لفتح أقفال الحقيبة قبل نقلها إلى وجهتها في دبي.

بينما أشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا تحاول منذ سنوات القضاء على الأموال التي يتم غسلها من خلال بنوكها وعقاراتها، خاصة من الخارج. ويقول محامو الجرائم المالية إن تشديد القواعد والقوانين جعل من الصعب على عصابات الجريمة غسل أموالها بالطرق التقليدية مثل الشركات الوهمية أو الشركات الصغيرة. 

الإطاحة بعناصر الشبكة في بريطانيا

كما قال المحققون البريطانيون إنهم علموا بشأن الشبكة لأول مرة في عام 2020، عندما اكتشف ضباط الجمارك 500 ألف جنيه إسترليني في حقيبة في طريقها إلى دبي. وفي وقت لاحق من ذلك العام، أوقف ضباط الجمارك امرأتين تحملان حقيبتين تحتويان مبالغ نقدية كبيرة.

فيما صادر المحققون الأموال وفحصوها بحثاً عن الحمض النووي وبصمات الأصابع، وربطوها برجل يشتبه بارتكابه جرائم أخرى. وخلال تفتيش أحد منازل النساء، وجد المحققون أنها سافرت إلى دبي من قبل وأعلنت لمسؤولي الجمارك هناك أنها تجلب ملايين الجنيهات لشركة محلية.

أضافت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المحققين قالوا إن المهربين قاموا بـ83 رحلة، بين نوفمبر/تشرين الثاني 2019 وأكتوبر/تشرين الأول 2020، لنقل الأموال التي يشتبه أن مصدرها تجارة المخدرات.

خلال تلك الفترة أصدرت مجموعة العمل المالي (فاتف)، تقريراً اتهم دولة الإمارات العربية المتحدة أنها لا تفعل ما يكفي لمنع غسيل الأموال رغم تحقيقها تقدماً في الآونة الأخيرة، وهو ما يثير مخاوف بشأن قدرتها على مكافحة تمويل الإرهاب.

كما قالت الهيئة العالمية المعنية بمراقبة الأموال غير القانونية إنها وضعت الدولة الخليجية المتحالفة مع الولايات المتحدة تحت المراقبة الآن ولمدة عام، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

تحميل المزيد