واصل عشرات آلاف الإسرائيليين في تل أبيب، الأحد، 14 يناير/كانون الثاني 2024، تظاهرهم منذ 24 ساعة، للمطالبة بالإفراج عن نحو 239 أسيراً محتجزاً في قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي قصفت فيه دبابات وطائرات إسرائيلية أهدافاً في جنوب ووسط قطاع غزة، ووقعت معارك عنيفة في بعض المناطق مع مرور 100 يوم على بدء الحرب التي نشبت إثر هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذي نفّذه مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" (خاصة)، إن "عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون منذ قرابة 24 ساعة، في ساحة متحف تل أبيب، وسط المدينة، تزامناً مع مرور 100 يوم على أسْر نحو 239 إسرائيلياً من منطقة غلاف غزة"، في هجوم نفّذته حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى.
مظاهرات بإسرائيل للإفراج عن الأسرى
وفق الصحيفة، "رفع المتظاهرون شعار: 100 يوم وليلة من الجحيم، ودعا أهالي الأسرى، الإسرائيليين للمشاركة في التظاهرات الضاغطة على الحكومة للعمل على الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة".
ومنذ مساء السبت، خرجت تظاهرات في عدة مناطق في إسرائيل، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى في غزة، واستقالة الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، التي اتهموها بالفشل في إدارة الحرب بالقطاع.
فيما أعلنت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، السبت، انقطاع الاتصال بخلية مسؤولة عن 4 أسرى إسرائيليين، تم احتجازهم في القطاع عام 2014.
وتربط "حماس" التفاوض على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، بـ"وقف كامل للحرب على قطاع غزة"، وهو ما ترفضه إسرائيل، التي قالت أكثر من مرة إنها "تبدي تفهّماً للهدن الإنسانية المؤقتة".
وترعى مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة، جهوداً للتوصّل إلى هدنة مؤقتة ثانية في غزة، حيث تم التوصل للهدنة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن إطلاق سراح 105 محتجزين لدى حماس، بينهم 81 إسرائيلياً، و23 مواطناً تايلاندياً، وفلبيني واحد، و240 أسيراً فلسطينياً.
قصف إسرائيلي عنيف على غزة
في الوقت نفسه قصفت دبابات وطائرات إسرائيلية أهدافاً في جنوب ووسط قطاع غزة اليوم، الأحد، ووقعت معارك عنيفة في بعض المناطق مع مرور 100 يوم على بدء الحرب التي نشبت إثر هجوم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وانقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت لليوم الثالث على التوالي، مما عقّد جهود فرق الطوارئ والإسعاف التي تحاول مساعدة المتضررين من القتال.
وتركز القتال في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، حيث قالت حماس إن مقاتليها أصابوا دبابة إسرائيلية، وكذلك في البريج والمغازي بوسط غزة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عدداً من المسلحين.
وأضاف الجيش أن قواته دمرت عدداً من المنصات التي تستخدمها حماس لإطلاق صواريخ على إسرائيل. لكن حماس أظهرت احتفاظها بقدراتها الصاروخية، وأطلقت وابلاً جديداً من الصواريخ على أسدود، وهي بلدة إسرائيلية تقع على بُعد 40 كيلومتراً. ولم ترد بعد أنباء عن سقوط أي مصابين.
استشهاد 24 ألف فلسطيني في غزة
قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 125 استُشهدوا، وأصيب 265 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليصل إجمالي عدد القتلى المؤكد منذ بدء الحرب إلى ما يقرب من 24 ألفاً، فضلاً عن أكثر من 60 ألف مصاب.
ومتحدثاً عبر رابط فيديو في مؤتمر عقد في إسطنبول، أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، الذي شنه مقاتلو الحركة على بلدات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة، وقالت إسرائيل إنه أدى لمقتل ما يزيد على 1200 واحتجاز نحو 240.
وقال هنية "نحن لسنا دعاة حروب، نحن دعاة حرية"، مضيفاً أن الهجوم جاء لأسباب، منها الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات على قطاع غزة، الذي تديره حماس منذ 2007.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه انتقل إلى مرحلة جديدة من الحرب تركز على الطرف الجنوبي من القطاع، حيث يحتمي الآن ما يقرب من مليوني شخص بالخيام وغيرها من الملاجئ المؤقتة، بعد أن ركزت المرحلة الأولية على شمال القطاع الذي تقع به مدينة غزة.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة، إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة صحفي فلسطيني في شمال قطاع غزة، مما يرفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي إلى أكثر من 100، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وفي بيان صادر في 16 ديسمبر/ كانون الأول، رداً على مقتل صحفي في غزة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "لم ولن يستهدف الصحفيين عمداً".
تجاهل دعوات وقف إطلاق النار
يتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف إطلاق النار، ويقول إن إسرائيل ستستمر في الحرب حتى تحقق النصر الكامل على حماس. غير أن الجيش يقول إن المرحلة التالية من الحرب ستشهد عمليات أكثر دقة وتحديداً تستهدف قادة الحركة ومواقع عسكرية.
وعلى الحدود الشمالية مع لبنان، حيث يقع تبادل مستمر لإطلاق النار، وإن كان على مستوى منخفض، بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران، قال الجيش إنه قتل 4 مسلحين حاولوا التسلل عبر الحدود.
وأضاف جيش الاحتلال أن عدة صواريخ مضادة للدبابات أطلقت على شمال إسرائيل، وأن أحدها أصاب منزلاً في بلدة كفار يوفال. وقال مسؤولون طبيون إن الهجوم أدى لمقتل امرأة عمرها 76 عاماً وابنها.
وأذكت الحرب في غزة أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة. وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية قتلت 3 فلسطينيين، بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاماً، في حادثين منفصلين في الخليل وأريحا بالضفة الغربية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن فلسطينيين اثنين كانا يستقلان سيارة اقتحما إحدى نقاط التفتيش التابعة له بالقرب من الخليل، وفتحا النار على القوات التي كانت تطاردهما. وذكر الجيش في بيان أنهما قُتلا بنيران القوات. ولم يصدر تعليق حتى الآن على وفاة الفتى البالغ من العمر 14 عاماً في أريحا.
وفي رفح بجنوب القطاع قالت نانا، وهي طالبة في المدرسة الثانوية تبلغ من العمر 17 عاماً، نزحت من شمال قطاع غزة إن 100 يوم من الحرب "قلبت حياتنا رأساً على عقب". وأضافت "إحنا بنطالب الاحتلال.. مش بس بوقف الحرب، بل أيضاً التعويض عن الضرر النفسي والتشريد والمعاناة اللي عايشينها".
يُذكر أنه وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024 نفّذت "حماس" هجوماً على مستوطنات غلاف غزة، قُتل فيه نحو 1200 إسرائيلي، وأُصيب حوالي 5431، وأُسر 239 على الأقل. وتقدّر إسرائيل وجود نحو "137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.