قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024، إن إسرائيل لم تتخذ قراراً بعد بخصوص سيطرة عسكرية محتملة على "محور فيلادلفيا" على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مؤكداً في الوقت ذاته أن محكمة لاهاي لن توقف تل أبيب عن حرب غزة.
نتنياهو أوضح، في مؤتمر صحفي بعد 100 يوم من الحرب على القطاع، أن: "غلق المنطقة الحدودية لعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحد أهداف الحرب الجارية في غزة، مشيراً إلى أن "هناك عدداً من الخيارات" تشمل نقل قوات إلى فيلادلفيا.
وتابع: "لقد بحثنا هذه (الخيارات) ولم نتخذ قراراً بعد"، لكنه أكد في الوقت ذاته، أن "من دون السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر لا يمكننا أن نقضي على "حماس".
مصر ترد على نتنياهو
في المقابل أكدت مصر، مساء السبت، أنها "تضبط حدودها (مع قطاع غزة) وتسيطر عليها بشكل كامل". جاء ذلك بحسب تصريحات متحدث الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، لقناة فضائية محلية، رداً على "تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، بشأن محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المصرية (أ ش أ).
وكان نتنياهو تطرق في مؤتمر صحفي، مساء السبت، إلى محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، قائلاً: "من دون السيطرة على محور فيلادلفيا في غزة لا يمكننا أن نقضي على حركة حماس، ونحن نبحث كل الخيارات بشأنه".
وقال متحدث الخارجية المصرية، إن "مصر تضبط حدودها وتسيطر عليها بشكل كامل، وهي مسائل تخضع لاتفاقيات أمنية وقانونية، وأي حديث في هذا الشأن يخضع للتدقيق ويتم الرد عليه بمواقف معلنة"، دون توضيحات أكثر.
وفي وقت سابق السبت، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مصادر رسمية إسرائيلية ومصرية، أن إسرائيل أبلغت مصر عزمها على شن عملية عسكرية للسيطرة على المنطقة الفلسطينية من الحدود الفلسطينية المصرية والمعروفة باسم "محور فيلادلفيا".
الصحيفة أشارت إلى أنه سيتم في إطار العملية "إبعاد العناصر الفلسطينية من معبر رفح الواقع على المحور في أقصى جنوبي قطاع غزة، وتشمل معبر رفح".
وقال نتنياهو في أواخر العام الماضي (2023): "يتعين أن يكون محور فيلادلفيا في أيدينا، ويتعين إغلاقه. ومن الواضح أنَّ أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نريده".
وتزعم حكومة الاحتلال أن هذه الخطوة "استراتيجية إسرائيلية لهزيمة حماس"، ومنع تكرار هجومها كما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشترك مصر في حدود يبلغ طولها 13 كيلومتراً مع غزة، وهي الحدود الوحيدة لقطاع غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة. ولعبت مصر أيضاً، إلى جانب قطر، دوراً بارزاً في المحادثات للتوسط في وقف جديد لإطلاق النار في غزة، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
مصر ترفض تأمين محور فيلادلفيا
فيما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء، في وقت سابق، عن 3 مصادر أمنية مصرية، أن القاهرة رفضت مقترحاً إسرائيلياً لتعزيز الإشراف الإسرائيلي على المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
المصادر أوضحت أن "القاهرة تعطي الأولوية لجهود الوساطة في وقف إطلاق النار قبل العمل على ترتيبات ما بعد الحرب".
"محكمة لاهاي لن توقفنا عن حرب غزة"
وخلال المؤتمر الصحفي، قال نتنياهو أيضاً، إن تل أبيب مستمرة في حربها ضد قطاع غزة، ولن توقفها محكمة العدل الدولية في لاهاي من خلال الدعوى المرفوعة ضدها من دولة جنوب أفريقيا.
وتابع: "سنواصل الحرب في قطاع غزة، حتى نحقق جميع أهدافنا، لن توقفنا (محكمة) لاهاي ولا محور الشر"، دون أنّ يوضح ما المقصود بمحور الشر.
وعقدت محكمة العدل الدولية في لاهاي، يومي الخميس والجمعة، جلستي استماع علنيتين في إطار بدء النظر بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى من 84 صفحة، تعرض خلالها دلائل على انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطها في "ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وأضاف نتنياهو: "اليوم نحيي مرور 100 يوم على الحرب، سنواصل هذه الحرب حتى نحقق جميع أهدافنا، وهي القضاء على حماس وإعادة جميع الأسرى، والتأكد من أنّ غزة لن تشكل تهديداً لبلدنا".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت "23 ألفاً و843 شهيداً و60 ألفاً و317 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.