قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024، إن عشرات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين وقعوا عريضة تدعو إلى "إجراء الانتخابات فوراً"، ونشرت الصحيفة عريضة تحمل توقيع عشرات القادة السابقين لجهاز المخابرات "الموساد" وجهاز الأمن العام "الشاباك" والجيش والشرطة.
وقالت الصحيفة: "وقّع العريضة أكثر من 170 مسؤولاً أمنياً سابقاً، يشرعون الآن في حملة لاستبدال القيادة السياسية في ضوء الوضع الأمني المعقد الذي تجد دولة إسرائيل نفسها فيه". وأضافت أن "موقعي العريضة أطلقوا على أنفسهم اسم منتدى الجدار الواقي لإسرائيل".
وأشارت إلى أن من أبرز الموقعين "الرئيس الأسبق لجهاز الموساد تامير باردو، والرئيسين السابقين لجهاز الأمن العام (الشاباك) يوفال ديسكين وكارمي غيلون، والرؤساء السابقين للشرطة شلومو أهارونيشكي ورافي بيليد وموشيه كاردي".
إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً
بحسب الصحيفة، فقد قال المسؤولون السابقون في العريضة، إن إسرائيل "دفعت ثمناً باهظاً من الدماء، بسبب فشل المستويات السياسية والأمنية".
وتابعت، وفق العريضة: "دولة إسرائيل، رغم إظهارها وحدة لا تصدَّق، وجدت نفسها في صراع عسكري آخر من أجل وجودها ذاته".
وأضافت: "لقد حان الوقت لإعادة تفعيل دولة إسرائيل واختيار القيادة التي تنال ثقة الشعب". ودعت العريضة إلى التوجه "للانتخابات فوراً".
قيادة جديدة بدلاً من نتنياهو
نقلت الصحيفة عن القائد السابق للفيلق الشمالي بالجيش اللواء نوعام تيفون، قوله: "الوضع الأمني لدولة إسرائيل يتطلب قيادة جديدة يثق بها الشعب، والطريقة الصحيحة للقيام بذلك من خلال الانتخابات".
وتابع تيفون: "نتوقع أن يحدد الكنيست موعداً متفقاً عليه ويقره في الدورة الحالية، بعد الفشل ومجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول (طوفان الأقصى). على هذه الحكومة وكل من تولى منصباً أن يتحمل المسؤولية ويقدم استقالته، والمطلوب إعادة التفويض إلى الشعب".
وبشأن توقيت الدعوة إلى إجراء الانتخابات في أثناء الحرب، قال تيفون: "نحن في المرحلة الثالثة من القتال، لقد انتظرنا حتى الآن، حيث إن معظمنا كان في الاحتياط وبعضنا لا يزال كذلك".
وزاد: "لقد مضت مئة يوم على الحرب، والآن هو الوقت المناسب، وعلى كل من تورط في هذا الفشل على المستويين الأمني والسياسي أن يتحمل المسؤولية، في النهاية سيضطرون جميعاً إلى ترك مناصبهم، لكن من يتحمل المسؤولية الأكبر هي الحكومة الإسرائيلية".
واعتبر تيفون أن الدعوة لـ"الذهاب إلى الانتخابات تأتي من أجل كسب الحرب وتحديد مستقبل (الإسرائيليين) في الشرق الأوسط، ومن أجل إعادة الردع لدولة إسرائيل". وختم قائلاً، وفق الصحيفة: "هذه الحكومة لم توفر الأمن لدولة إسرائيل، والآن نحن بحاجة إلى اختيار الأشخاص الذين يمكنهم استعادة الأمن".
خلاف بين وزيرين في حكومة نتنياهو
في سياق موازٍ فقد اشتبك وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت كلامياً مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، في جلسة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، قبل أن تخرج وزيرة المواصلات ميري ريغيف الفشار وهي تقول: "بدأ العرض".
وليس هذا هو الاشتباك الكلامي الأول في جلسات الحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث يلاحظ أن بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، متورط في جميع هذه الاشتباكات.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الجمعة، إن اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، ليل الأربعاء/ الخميس، استمر ساعتين ونصف الساعة.
وأشارت إلى أنه "تخللت الاجتماع مواجهة حادة بين وزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم والوزير في المجلس الحربي بيني غانتس قبل مشادة بين وزير الدفاع غالانت ووزير الأمن القومي بن غفير".
ولفتت إلى أن "المشادة الكلامية بدأت عند اتهام أمسالم لغانتس بتسريب مداولات الاجتماعات إلى وسائل الإعلام". وردّ غانتس، وفق الصحيفة، بأنه "لا يسرب إلى وسائل الإعلام، وأنه مستعد للخضوع لجهاز فحص الكذب".
وذكرت أنه "في هذه المرحلة وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحاول وقف هذه المشادة". وأردفت الصحيفة مستدركة: "لكن في وقت لاحق اندلعت مشادة حادة أخرى بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير الدفاع يوآف غالانت".
وأضافت: "إثر وقوع المشادة قالت الوزيرة ميري ريغيف: "أوه! بدأ العرض، والآن سأخرج الفشار، وأخرجت كيساً من الفشار". وذكرت الصحيفة أن "بن غفير هاجم غالانت بقوله: ضحكت عندما قلت إن هناك حاجة إلى إجراءات مضادة مستهدفة، قلت إنني لا أفهم شيئاً، ربما يكفي غطرسة".
وردّ عليه غالانت: "نحن نعرف ما نقوم به، إن حقيقة أنه تم التحقيق معك من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك) لا نعني أنك تفهم بالاستخبارات"، وفق الصحيفة
العلاقات مع منظمات إسرائيلية متطرفة
كان جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" حقق مع بن غفير في السنوات الماضية، على خلفية علاقاته مع منظمات إسرائيلية متطرفة.
غير أن بن غفير رد على غالانت بالقول: "إن أعداداً كبيرة من (الإرهابيين) يختبئون في رفح (جنوب قطاع غزة)، وحان الوقت للعمل هناك أيضاً". وردّ عليه غالانت: "هل ذهبت إلى رفح من قبل؟".
وادعى بن غفير قائلاً: "لقد كنت بغزة في الأوقات التي لم تكن فيها، ولكن حان الوقت لكي تتوقف عن الاستخفاف". إلا أن غالانت رد عليه قائلاً: "سمعنا عنك".
إلى ذلك نقلت الصحيفة عن مقربين من وزيرة المواصلات ريغيف، قولهم: "الوزيرة تتبع نظاماً غذائياً، لذا أحضرت الفشار مسبقاً؛ لعدم التهام السندويشات في الليل".
جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس، "23 ألفاً و469 شهيداً و59 ألفاً و604 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.