يدلي التايوانيون بأصواتهم، السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024، لاختيار رئيس ومجلس برلماني جديد، في انتخابات تراقبها الصين عن كثب، وتبدو منها ملامح مسار العلاقات بين البلدين على مدى السنوات الأربع المقبلة.
صور وسائل الإعلام التايوانية تُظهر طوابير طويلة في مراكز الاقتراع، التي فتحت في الساعة الثامنة (00,00 ت غ) وستغلق عند الساعة 16,00 (08,00 ت غ)، وفي صور أخرى يَظهر تايوانيون عائدون إلى البلاد للتصويت، لأن الاقتراع في الخارج غير متاح.
الانتخابات في تايوان تأتي في الوقت الذي تُكثف فيه بكين ضغوطها لمحاولة إجبار الجزيرة على قبول السيادة الصينية، ويتنافس 3 مرشحين على رئاسة الجزيرة، أبرزهم لاي تشينغ، نائب الرئيس، والذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي، ويعد المرشح الأوفر حظاً في التصويت، وتعتبر بكين أنه قد يشكّل "خطراً جسمياً"، لأنه يتبع المسار الذي يؤكد أن الجزيرة مستقلة بحكم الأمر الواقع.
الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، الذي يدافع عن الهوية الانفصالية لتايوان، يسعى إلى الفوز بولاية ثالثة، وفي حديثه للصحفيين دعا لاي تشينغ المواطنين للإدلاء بأصواتهم، مضيفاً: "كل صوت له قيمته، فهذه هي الديمقراطية التي اكتسبتها تايوان بشق الأنفس"، وفقاً لوكالة رويترز.
في الفترة التي سبقت الانتخابات، نددت الصين مراراً وتكراراً بالمرشح الرئاسي الأبرز في تايوان، ووصفته بأنه "انفصالي خطير"، ورفضت دعواته المتكررة لإجراء محادثات معها.
كما ينافس لاي في انتخابات الرئاسة هو يي-إيه، من حزب كومينتانغ، أكبر أحزاب المعارضة، بالإضافة إلى رئيس بلدية تايبه السابق كو وين جي، المنتمي لحزب الشعب التايواني الصغير، الذي تأسس في عام 2019.
ويدعو هو يي-إيه إلى استئناف التواصل مع بكين، بدءاً بتبادل الزيارات، ويتهم شأنه شأن الصين منافسه لاي بدعم الاستقلال الرسمي لتايوان.
أما المرشح الثالث "كو وين جي" فإنه يرغب أيضاً في إعادة التواصل مع الصين، لكنه يصر على أن ذلك لا يمكن أن يكون على حساب حماية الديمقراطية وأسلوب الحياة في تايوان.
في الإطار ذاته، لا تقل الانتخابات البرلمانية أهمية عن الانتخابات الرئاسية، خاصةً إذا لم يتمكن أي من الأحزاب الثلاثة من الحصول على أغلبية، وهو ما قد يعيق قدرة الرئيس الجديد على إقرار التشريعات والإنفاق، خاصةً في مجال الدفاع.
الصين تتابع الانتخابات.. رصد مناطيد فوق تايوان
قالت وزارة الدفاع التايوانية، صباح السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024، إنها رصدت مرة أخرى مناطيد صينية تعبر مضيق تايوان، وحلق أحدها فوق تايوان نفسها.
الوزارة التايوانية ندَّدت بسيل المناطيد التي تم الإبلاغ عنها فوق المضيق في الشهر الماضي، ووصفتها بأنها حرب نفسية وتهديد لسلامة الطيران.
وفقاً لوكالة فرانس برس، فإن طائرة مقاتلة صينية حلّقت فوق مدينة بينغتان، الأقرب إلى تايوان، بالتزامن مع توجه المواطنين التايوانيين إلى مراكز الاقتراع.
كما أنه على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية "ويبو"، حُجب وسم "انتخابات في تايوان" صباح السبت، فيما دعت بكين الناخبين إلى اتخاذ "الاختيار الصحيح"، ووعد الجيش الصيني بـ"سحق" أي رغبة في "الاستقلال" عن تايوان.
يشار إلى أنه ينتظر إعلان النتائج مساء اليوم السبت، في انتخابات تجرى في جولة واحدة بالجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، وتبعد 180 كيلومتراً عن االساحل الصيني.