أكدت تركيا، السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024، أنها لن تسمح قطعاً بإنشاء "إرهابستان" (دويلة إرهابية) على حدودها الجنوبية مهما كانت الأسباب والحجج.
جاء ذلك في بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، عقب اجتماع أمني عُقد في إسطنبول برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، ومشاركة كبار المسؤولين.
ولفت البيان إلى أن الاجتماع الأمني، برئاسة الرئيس أردوغان، شهد تقييماً لاستراتيجيات مكافحة الإرهاب بصورة شاملة. وتناول الاجتماع الهجوم "الإرهابي الغادر" الجمعة على القوات التركية شمالي العراق، والخطوات المتخذة، والتي ستتخذ في إطار مكافحة الإرهاب.
تركيا تواصل مواجهة التنظيمات الإرهابية
أكد البيان مواصلة تركيا بكل حزم وتصميم مكافحة تنظيم "بي كي كي/واي بي جي/كي جي كي" الإرهابي وداعميه في إطار استراتيجية منع التهديدات ضدها والقضاء عليها في منبعها. وأشار إلى تحييد 45 إرهابياً، 36 بالعراق و9 في سوريا، خلال العمليات التي نُفّذت عقب الهجوم الإرهابي الغادر.
وشدد على مواصلة الكفاح حتى القضاء على آخر إرهابي، وتجفيف مستنقعات الإرهاب كاملة في العراق وسوريا. وأضاف أن "التنظيم الإرهابي الانفصالي (بي كي كي)، الذي أوشك على الزوال داخل بلادنا تكبّد خسائر فادحة نتيجة عملياتنا الناجحة خارج الحدود".
ولفت إلى أنه كلما جرى تضييق الخناق على "بي كي كي" الإرهابي في سوريا والعراق، اكتسبت محاولات إعادة تمكينه وتنشيطه زخماً.
وأكد البيان أن الهجمات الإرهابية المتزايدة الأخيرة ضد القوات التركية العاملة خارج الحدود هي "جزء خبيث من سيناريوهات تسمين التنظيم". وشدد على أن تركيا لن تسمح قطعاً بإنشاء "إرهابستان" على حدودها الجنوبية مهما كانت الأسباب والحجج.
وأضاف: "في إطار حقنا في الدفاع المشروع والاتفاقيات الثنائية، أينما وجد تهديد أو معسكر أو ملجأ أو تشكيل أو تجمع إرهابي، فإن أولويتنا الرئيسية هي تدميره بشكل دائم، بغضّ النظر عمن يقف وراءه".
محاسبة الانفصاليين
البيان أكد أيضاً أن تركيا تحاسب وستواصل محاسبة "الأوغاد الانفصاليين" الذين يخدمون أعداءها على كل قطرة دم أراقوها. وشدد على عزم أنقرة إحباط مكائد من يقومون بمهمة البيادق لعرقلة رؤية "قرن تركيا" والأطراف التي تتحكم بهم.
وترحّم البيان على "الشهداء الذين ارتقوا الجمعة، جراء الهجوم الإرهابي الغادر في منطقة عملية "المخلب ـ القفل" شمالي العراق". وقدَّم التعازي لذوي" الشهداء والقوات المسلحة والشعب التركي عامة" ، معرباً عن خالص التمنيات بالشفاء العاجل للجرحى.
يشار إلى أنه قُتل 9 جنود أتراك إثر اشتباكات مع إرهابيين لدى محاولتهم التسلل إلى قاعدة تركية شمالي العراق، بمنطقة عملية "المخلب ـ القفل"، الجمعة.
والسبت، عُقد في مدينة إسطنبول اجتماع أمني برئاسة الرئيس أردوغان، ومشاركة وزراء الخارجية هاكان فيدان، والداخلية علي يرلي كايا، والدفاع يشار غولر.
كما شارك فيه رئيس هيئة أركان الجيش متين غوراك، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، وكبير مستشاري الرئيس للسياسات الخارجية والأمن، عاكف تشاغطاي قليج.
يُذكر أنه، وفي 17 أبريل/نيسان 2022، أطلقت تركيا عملية "المخلب ـ القفل" ضد معاقل تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان شمالي العراق. وتنفذ تركيا عمليات لمكافحة "بي كي كي" الذي يستهدف قواتها ومواطنيها، وينشط بعدة دول بالمنطقة، بينها سوريا والعراق وإيران.