كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قطر تتوسط مناقشات بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس والاحتلال، لتوصيل الأدوية إلى الرهائن المحتجزين في غزة، في الوقت نفسه تشهد تقدماً بشأن محادثات دخول المزيد من الأدوية إلى قطاع غزة المحاصر.
وأضافت الصحيفة أن أفراد عائلات الرهائن أثاروا قضية الحاجة إلى الأدوية خلال اجتماع في الدوحة مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
وأكد مسؤول مطلع على المحادثات، تحدث للصحيفة الأمريكية، شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المفاوضين ناقشوا أنواع الأدوية المطلوبة وكمياتها المطلوبة وكيفية توصيلها، مشيراً إلى أن المناقشات جارية مع المنظمات الدولية التي يمكن أن تساعد في إنجاز العملية.
من جانبه قال مسؤول إسرائيلي كبير، غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن المحادثات بشأن الأدوية للرهائن والمدنيين في غزة قد "أحرزت تقدماً"، فيما قال حسام بدران، المسؤول الكبير في حركة حماس، إن الحركة تناقش الجهود المتعلقة بتوصيل الأدوية بـ"إيجابية كبيرة".
كما ذكرت أن المحادثات بشأن المساعدات الطبية منفصلة عن مفاوضات إطلاق سراح رهائن آخرين، والتي لم تسفر عن اتفاق.
ولا يزال هناك فقط 15 مستشفى في غزة تعمل جزئياً على الأقل مع نقص حاد في الإمدادات الطبية مع تواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ 3 أشهر.
موقف الفصائل الفلسطينية من المفاوضات
وفي وقت سابق أكدت الفصائل الفلسطينية، موقفها الرافض لعقد أي اتفاق أو صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل "إلا بوقف شامل للعدوان عن قطاع غزة"، وذلك في بيان للفصائل عقب اجتماع عقدته (لم توضح مكانه)، لبحث التطورات في ظل العدوان على غزة، ونشرته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على منصة "تليغرام".
وقالت الفصائل، في البيان: "نؤكد على موقفنا الوطني الموحد بأنه لا اتفاق ولا صفقات تبادل إلا بوقف شامل للعدوان على شعبنا الفلسطيني".
في السياق، أوضحت الفصائل أن "إدارة الشأن الفلسطيني وإدارة شؤون غزة هو شأن وطني فلسطيني داخلي، لن تسمح لأحد بالتدخل به".
كما دعت الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم، والأمتين العربية والإسلامية إلى "الانتفاض في وجه العدو والإدارة الأمريكية لتعطيل مصالحهم وقطع العلاقات معهم".
كذلك، أشادت الفصائل بموقف "دولة جنوب أفريقيا التي تقود المعركة القانونية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا".
والأحد 7 يناير/كانون الثاني 2024، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة "جارية وتمر بتحديات، ومقتل أحد كبار قادة حركة حماس الفلسطينية (صالح العاروري)، يمكن أن يؤثر عليها، لكننا نستمر في النقاشات مع كافة الأطراف للتوصل لاتفاق في أقرب وقت ممكن".
وترعى مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة، جهوداً للتوصل إلى هدنة مؤقتة ثانية في غزة، حيث تم التوصل للهدنة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن إطلاق سراح 105 محتجزين لدى حماس بينهم 81 إسرائيلياً، و23 مواطناً تايلاندياً، وفلبيني واحد، و240 أسيراً فلسطينياً.