توغلت الآليات العسكرية الإسرائيلية، مساء الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024، في المنطقة الشمالية الشرقية لمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك بعد مرور يومين على انسحابها من جنوب المدينة. في الوقت نفسه أعلنت شركتا الاتصالات الفلسطينيتان العاملتان بقطاع غزة، أن انقطاعاً طرأ على خدمات الاتصالات والإنترنت بمعظم أنحاء القطاع، وهو تاسع انقطاع خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن الآليات الإسرائيلية العسكرية وصلت إلى مدخل المدينة من جهة مخيم المغازي (وسط) في المنطقة الشمالية الشرقية، وأنها باتت تبعد مئات الأمتار عن مستشفى "شهداء الأقصى"، الذي يضم جرحى ونازحين.
وذكرت المصادر أن هذا التقدم المفاجئ أثار الذعر بين السكان والنازحين داخل المستشفى، والذين شرعوا بمغادرتها؛ خوفاً من اقتحامها وقتلهم أو اعتقالهم.
انسحاب إسرائيل من مناطق في غزة
يأتي هذا التقدم، بعد يومين من انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة الجنوبية للمدينة، والفاصلة بينها وبين مدينة خان يونس (جنوب)، وذلك بعد مرور نحو شهر على التوغل.
وخلَّف الجيش في تلك المنطقة دماراً واسعاً بالأراضي الزراعية والمنازل والبنى التحتية، بحسب مراسل الأناضول.
ومنذ صباح الجمعة، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي لمخيمات وسط القطاع، خاصةً مخيم المغازي.
وقبل يومين، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الجيش "استهدف محيط مستشفى شهداء الأقصى بالأحزمة النارية؛ ما تسبب بأضرار مادية بالغة في الجدران وسيارات الخدمة المدنية". حيث قالت الوزارة في بيان سابق، إن "المستشفى ما يزال تديقدم خدماته الطبية المعتادة".
مخاوف من استهداف الاحتلال لمستشفى شهداء الأقصى
لأكثر من مرة، أعربت الوزارة عن تخوفاتها من استهداف المستشفى أو تعرضه للاقتحام والتدمير، على غرار ما حدث مع مجمع الشفاء الطبي خلال توغل الجيش في مدينة غزة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية وسط إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي على لسان متحدثه دانيال هاغاري، الإثنين، عن بدء "مرحلة جديدة" من الحرب بقطاع غزة "أقل كثافة في القتال، وتشمل قوات برية وهجمات جوية أقل".
كما قال في بيان آخر: "العمليات القتالية الحالية ستركز على معاقل حماس جنوب ووسط القطاع، خاصة حول مدينتي خان يونس ودير البلح".
وما زالت الآليات الإسرائيلية تتمركز في الأجزاء الشمالية من المحافظة الوسطى ودير البلح، وفي شرق ووسط مدينة خان يونس، ضمن العملية البرية للجيش التي بدأها في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
انقطاع الاتصالات في غزة
في سياق متصل أعلنت شركتا الاتصالات الفلسطينيتان العاملتان بقطاع غزة، الجمعة، أن انقطاعاً طرأ على خدمات الاتصالات والإنترنت في معظم أنحاء القطاع، وهو تاسع انقطاع خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
وذكرت شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال" في بيان: "نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات (الخليوي، الثابت، الإنترنت) مع قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر".
و"شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال"، هي أكبر مزود لخدمات الاتصالات الخلوية والإنترنت في قطاع غزة، والمقدم الحصري لخدمات الاتصالات الثابتة هناك.
بينما قالت شركة "أوريدو" فلسطين، في بيان منفصل: "مع استمرار العدوان على قطاع غزة، فقد تكرر قبل قليلٍ تضرُّر الخطوط الرئيسية المغذية لشركات الاتصالات والإنترنت، مما أدى إلى توقف كامل خدماتنا جنوب ووسط قطاع غزة". وظلت خدمات الاتصال لـ"أوريدو فلسطين" متقطعة في شمال غزة.
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ناشد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني، إسحاق سدر، مصر تفعيل خدمة التجوال، وتشغيل محطات الاتصالات القريبة من حدود غزة.
وفي المرات الثماني الماضية التي تعرض فيها قطاع غزة لقطع الخدمات، كان الاتصال الثابت والخليوي والإنترنت ينقطع لعدة ساعات، بينما استمر أطول قطع لمدة 4 أيام متواصلة، بتاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول 2023.
جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة، "23 ألفاً و708 شهداء و60 ألفاً و5 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.