قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024، إن كافة الوثائق التي قدمتها تركيا لمحكمة العدل الدولية لها وقعٌ كبير في دعوى "الإبادة الجماعية" التي بدأت ضد إسرائيل.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين، عقب صلاة الجمعة في إسطنبول، تعليقاً على بدء جلسات محاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية بناءً على دعوى رفعتها جنوب أفريقيا.
وقال الرئيس أردوغان إنه ستتم إدانة إسرائيل (بقضية الإبادة الجماعية) وفقاً للوثائق التي سلمناها وكثير منها مرئية"، مضيفاً: "كافة الوثائق التي قدمناها لها وقعٌ كبير في لاهاي".
من جهة أخرى، قال أردوغان إنه كان يود أن يرى نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، "أكثر وداً بهذه الفترة، لكنه قلَّد (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو مؤخراً وبدأ يدلي بتصريحات مختلفة تماماً".
إسرائيل تمثل أمام محكمة العدل الدولية
واليوم الجمعة انطلقت الجلسة الثانية للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأمس الخميس بدأت محكمة العدل الدولية الاستماع إلى مرافعة جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل، على أن تستمع اليوم الجمعة إلى مرافعة إسرائيل.
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تقدمت جنوب أفريقيا بدعوى من 84 صفحة، تعرض خلالها دلائل على انتهاك إسرائيل – القوة القائمة بالاحتلال – لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطها بـ"ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وطلبت جنوب أفريقيا من قضاة المحكمة، أمس الخميس، فرض إجراءات عاجلة تأمر إسرائيل بالوقف الفوري لهجومها، وقالت إن الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي، الذي دمر مساحات واسعة من القطاع الساحلي الضيق وقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني وفقاً للسلطات الصحية في غزة، يهدف إلى "القضاء على السكان" في قطاع غزة.
الإبادة الجماعية
وتعرف اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، التي صدرت في أعقاب القتل الجماعي لليهود في المحرقة النازية، الإبادة الجماعية بأنها "أفعال مرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية".
ومنذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي حملته العسكرية اضطر كل سكان القطاع تقريباً، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إلى النزوح عن منازلهم مرة واحدة على الأقل مما تسبب في كارثة إنسانية.
ولطالما دافعت جنوب أفريقيا بعد حقبة الفصل العنصري؛ عن القضية الفلسطينية، وهي العلاقة التي تشكلت عندما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بنضال المؤتمر الوطني الأفريقي ضد حكم الأقلية البيضاء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس، "23 ألفاً و469 شهيداً و59 ألفاً و604 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.