كشفت صحيفة "Maariv" الإسرائيلية الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2024، أن محادثات دارت بين المعارضة وأعضاء في حزب الليكود الحاكم من أجل حجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتشكيل حكومة بديلة.
لكن الصحيفة أوضحت، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن محادثات المعارضة وأعضاء حزب الليكود فشلت بعد اشتراط المعارضة أن تبقى الحكومة البديلة عامين، دون إمكانية الإطاحة بها أو تنظيم انتخابات مبكرة، وفق ما كشفته الصحيفة.
كما أشارت إلى أن مهمة "الحكومة البديلة" في حال ما إذا كان قد تم الاتفاق على تشكيلها، تتمثل في إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب على قطاع غزة وعودة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية والتوصل إلى تسوية سياسية.
يأتي ذلك بينما تتزايد الدعوات المطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو، التي توصف بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ الدولة العبرية، جنباً إلى جنب مع الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن الفشل في توفير الأمن والاستقرار، وذلك منذ تشكيل تلك الحكومة قبل عام واحد فقط.
إيفرايم هاليفي، الرئيس السابق للموساد، قال لصحيفة The Times البريطانية إن نتنياهو "لا بدَّ أن يستقيل"، مضيفاً أن الحكومة الحالية لا تمتلك "أية رؤية للخروج من المأزق الحالي. فقد فشلت في تركيع حماس أو إعادة الأسرى. والآن باتت إسرائيل تواجه مجموعة متعددة ومتنوعة من التحديات التي لا يمكن لهذه الحكومة أن تتعامل معها أو تواجهها".
في السياق ذاته، تكتسب الاحتجاجات الشعبية ضد نتنياهو وحكومته زخماً متصاعداً، ولم تعد تلك الاحتجاجات قاصرة على أهالي الأسرى المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة.
في يوم السادس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم الحكم بالسجن لأول مرة منذ طوفان الأقصى على شاب إسرائيلي رفض أداء الخدمة العسكرية في إسرائيل، ونظم عشرات من هذه الفئة "الرافضين" اعتصاماً مفتوحاً لا يزال مستمراً، بحسب تقرير لشبكة فرانس 24 الفرنسية.
أما سياسياً، فيبدو أن الحبل يضيق بالفعل حول رقبة نتنياهو وحكومته، إذ نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء 10 يناير/كانون الثاني، عن أن مقربين من رئيس الوزراء في حزب الليكود يبحثون خطة لاستمرار حكومة الحرب في حال استقالة بيني غانتس.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أيضاً أن خطة المقربين من نتنياهو في حزب الليكود في حال استقالة غانتس تشمل استبدال غالانت بليبرمان في وزارة الدفاع.
كان غانتس، أحد رموز المعارضة، قد انضم إلى ما يعرف باسم حكومة الحرب دون أن يحمل منصباً رسمياً، لكنه عبَّر مؤخراً عن قرب تركه هذا المنصب غير الرسمي؛ اعتراضاً على طريقة إدارة الحرب، بحسب تقارير إسرائيلية.
فيما كان زعيم المعارضة يائير لابيد قد أعاد، الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني، التأكيد على أن حكومة نتنياهو "ليست مؤهلة لإدارة الحرب أو لإنقاذ إسرائيل"، مضيفاً أنه لا بدَّ من حكومة بديلة أو إجراء انتخابات عامة مبكرة.