في تصريحات مناقضة لما صدر عنه في وقت سابق، نفى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء 10 يناير/كانون الثاني 2024، أن يكون لدى تل أبيب نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين.
يشار إلى أنه في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن نتنياهو يعمل على "تحقيق التهجير الطوعي لسكان قطاع غزة إلى دول أخرى". وكان نتنياهو قد قال وقتها في جلسة لحزب "الليكود" برئاسته: "مشكلتنا هي الدول المستعدة لاستيعاب اللاجئين، ونحن نعمل على حلها"، بحسب المصدر ذاته.
تصريح نتنياهو
في كلمة متلفزة باللغة الإنجليزية، بثها على حسابه بمنصة "إكس"، قال نتنياهو: "أريد أن أوضح بعض النقاط: ليس لدى إسرائيل أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين".
كما زعم أن "إسرائيل تحارب حماس وليس السكان الفلسطينيين"، مضيفاً: "نفعل ذلك مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي".
ثم مضى نتنياهو في كلمته التي تأتي قبل ساعات من جلسة لمحكمة العدل الدولية؛ لبحث اتهام إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بغزة: "يبذل الجيش الإسرائيلي قصارى جهده لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".
كما ادعى أن الجيش الإسرائيلي "يحث المدنيين الفلسطينيين على مغادرة مناطق الحرب من خلال توزيع منشورات وإجراء مكالمات هاتفية وتوفير ممرات آمنة، بينما تمنع حماس الفلسطينيين من المغادرة تحت تهديد السلاح، وفي كثير من الأحيان، بإطلاق النار"، على حد زعمه.
ثم أضاف نتنياهو: "هدفنا هو تخليص غزة من حماس، وتحرير الرهائن الإسرائيليين. وبمجرد تحقيق ذلك، يمكن تجريد غزة من السلاح والتطرف، وبالتالي خلق إمكانية لمستقبل أفضل لإسرائيل والفلسطينيين على حد سواء".
ومن المقرر أن تبدأ، الخميس، أولى جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي لبحث دعوى قضائية رفعتها جنوب أفريقيا في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب شرسة منذ أكثر من 3 أشهر.
عمليات معقدة
على الصعيد الميداني، اعتبر رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأربعاء، أن جنوده يخوضون بغزة قتالاً "في منطقة معقدة فوق وتحت الأرض"، مع "عدو استعد منذ فترة طويلة بشكل منظم"، بحسب قوله.
وقال هاليفي: "نخوض قتالاً في منطقة معقدة، فوق الأرض وتحت الأرض، مع عدو (المقاتلون الفلسطينيون) استعد قبل وقت طويل للدفاع، بشكل منظم".
وزعم هاليفي: "يوجد سكان، وكثير من المنازل، ما يجعل المنطقة معقدة جداً لخوض قتال فيها".
وتطرق هاليفي إلى واقعة انفجار شاحنة متفجرات في مخيم البريج وسط قطاع غزة، الإثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل 6 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين.
وقال في هذا الصدد: "كانت عملية معقدة جداً، يجب أن نقول: إننا نقوم هنا بأعمال لم نفعلها في السابق، من منكم قام في التدريب بعملية تفجير بهذا المستوى المعقد؟ لا أذكر أننا فعلنا ذلك في السابق".
وأضاف: "عندما يحدث لنا شيء غير جيد، وقد حدث هنا، وفقدنا عدداً ليس بالقليل من رجالنا، وأصيب آخرون، فإن الشيء الوحيد الذي يتبقى لنا كقادة هو أن نتعلم".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 23 ألفاً و357 قتيلاً و59 ألفاً و410 مصابين معظمهم أطفال ونساء، و"دماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.