قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن العراق يريد خروجاً سريعاً ومنظماً للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض، لكنه لم يحدد موعداً نهائياً، ووصف وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز الأربعاء 10 يناير/كانون الثاني 2024.
حيث اكتسبت الدعوات التي أطلقتها منذ فترة طويلة فصائل أغلبها شيعية، والعديد منها قريب من إيران، لرحيل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، زخماً بعد سلسلة من الضربات الأمريكية على فصائل مرتبطة بإيران وتشكل أيضا جزءاً من قوات الأمن العراقية الرسمية.
وكالة رويترز قالت إن تلك الضربات، التي جاءت رداً على عشرات الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على القوات الأمريكية منذ أن شنّت إسرائيل حربها على قطاع غزة، أثارت مخاوف من أن يصبح العراق مرة أخرى مسرحاً لصراع إقليمي.
إذ قال رئيس الوزراء العراقي لوكالة رويترز، في مقابلة ببغداد الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني، إن هناك حاجة لإعادة تنظيم هذه العلاقة حتى لا تكون هدفاً أو مبرراً لأي طرف سواء كان داخلياً أو خارجياً للعبث بالاستقرار في العراق والمنطقة. وأضاف أن خروج تلك القوات يجب أن يتم عبر التفاوض.
كان مكتب رئيس الوزراء العراقي قد أعلن، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني، عن تحركات لطرد القوات الأمريكية في أعقاب غارة أمريكية بطائرة مسيّرة في بغداد أدانتها الحكومة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الضربة قتلت زعيماً لفصيل مسلح مسؤولاً عن هجمات على جنود أمريكيين في الآونة الأخيرة.
حيث أصدر مكتب السوداني بياناً قال فيه إنه سيتم تشكيل لجنة "لوضع ترتيبات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية". ونقل البيان عن السوداني قوله: "نؤكد موقفنا الثابت والمبدئي في إنهاء وجود التحالف الدولي بعد أن انتهت مبررات وجوده".
بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين 8 يناير/كانون الثاني، إنها لا تخطط حالياً لسحب قواتها البالغ عددها نحو 2500 جندي من العراق.
الميجر جنرال بالقوات الجوية باتريك رايدر، قال في إفادة صحفية: "في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب). نواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية". وأضاف أن القوات الأمريكية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك.
كما قال رايدر إنه ليس لديه علم أيضاً بأي إخطار من بغداد لوزارة الدفاع حول قرار بسحب القوات الأمريكية، وأحال الصحفيين إلى وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص أي مناقشات دبلوماسية حول الموضوع.