تعيش الإكوادور على وقع حالة طوارئ، أعلن عنها رئيس البلاد بعد أن شاهد مواطنوه على المباشر استيلاء عصابة مسلحة على قناة تلفزيونية، بينما تشهد البلاد سلسلة من الهجمات المنسقة في أنحاء مختلفة منها، بعد هروب زعيم أخطر عصابة في البلاد من سجنه، ووقوع أعمال شغب وعصيان في عدد من السجون.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني 2024، إن قوات الشرطة الخاصة ألقت القبضَ على جميع المسلحين الملثمين الذين اقتحموا مقر شبكة TC Televisión في غواياكيل، أكبر مدينة في الإكوادور، في نحو الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء، بعد ساعات من هروب خوسيه أدولفو ماسياس، زعيم أخطر عصابة إجرامية في البلاد.
اقتحام قناة تلفزيونية
كان عدد من الرجال المدجّجين بالمسدسات والبنادق والمدافع الرشاشة والقنابل اليدوية وعصي الديناميت قد اقتحموا استوديو المحطة، خلال البث المباشر لبرنامج El Noticiero الإخباري، وظهر الرجال عبر كاميرات البث وهم يرغمون بعض الموظفين على الاستلقاء على الأرض، وسُمع أحدهم وهو يصيح "لا تطلقوا النار!"، ثم انقطعت إشارة البث بعد ذلك.
بينما قالت صحيفة El Universo في الإكوادور إن المراسلين ومشغلي الكاميرات المذعورين لجأوا إلى مجموعات رسائل الهواتف المحمولة وغمروها بطلبات الإغاثة والمساعدة حينما اجتاح الخارجون عن القانون المبنى. وقال أحد الموظفين في رسالته: "إنهم يريدون قتلنا عن بكرة أبينا. ساعدونا".
🚨BREAKING: GUNMAN WITH GRENADES TAKE OVER ECUADOR TV STATION
— Mario Nawfal (@MarioNawfal) January 9, 2024
Armed attackers, hurling grenades, disrupt live broadcast, forcing staff to the floor.
The incident, amidst kidnappings and unrest, follows President Noboa's 60-day emergency decree.
Source: Reuters https://t.co/IGnYI9FmGf pic.twitter.com/xeGcOjNdHB
كما قالت ألينا مانريكي، رئيسة قسم الأخبار في محطة TC، إنها كانت في غرفة التحكم، التي تقع في مقابل الاستوديو، ورأت الملثمين وهم يدخلون مبنى المحطة. وقالت لوكالة The Associated Press إن أحد الرجال صوّب مسدساً نحو رأسها وأمرَها بالاستلقاء على الأرض.
ألينا أضافت، في مقابلة أُجريت معها عبر الهاتف: "ما زلت تحت تأثير الصدمة، لقد انهار كل شيء… ولم أعد أفكر في شيء إلا في أن الوقت قد حان لمغادرة هذا البلد، والذهاب إلى أبعد مكان ممكن".
فيما أعلن قائد الشرطة، سيزار زاباتا، لمحطة Teleamazonas التلفزيونية، أن الضباط صادروا الأسلحة والمتفجرات التي كانت بحوزة المسلحين واعتقلوا 13 شخصاً، وقال: "هذا عمل ينبغي اعتباره عملاً إرهابياً".
موجة "أعمال إرهابية" في الإكوادور
تولّدت صدمة كبيرة لدى المشاهدين بعد أن بُثت هذه المشاهد على الهواء مباشرة، في وقت شنّت فيه عصابات إجرامية موجةً من أعمال الإرهاب في جميع أنحاء الإكوادور، واندلعت كذلك أعمال عنف أخرى في سجون البلاد.
فيما وردت تقارير غير مؤكدة عن اقتحام رجال مسلحين إحدى الجامعات في غواياكيل، وارتكاب أعمال نهب وسط مدينة كيتو، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يبدو فيها أن سجناء احتجزوا حراس سجنهم رهائن وأعدموا مجموعة منهم.
من جهة أخرى، أعلنت بيرو، الثلاثاء، حالةَ الطوارئ على طول حدودها الشمالية مع الإكوادور. وأعلن رئيس الوزراء، ألبرتو أوتارولا، هذا الأمر في بيان رسمي، وأشار إلى أن الدولة ستنشر بمقتضى إعلان الطوارئ عدداً من جنود الجيش لدعم قوات الشرطة، وأن وزيري الدفاع والداخلية سيسافران أيضاً إلى الحدود.
بعد وقت قصير من الهجوم على المحطة التلفزيونية، أصدر رئيس الإكوادور، دانييل نوبوا، مرسوماً يصنّف 20 عصابة لتهريب المخدرات كمجموعات إرهابية، وأعلن أنه أمر الجيش الإكوادوري بـ"تحييد" فصائل الجريمة "بمقتضى قواعد القانون الإنساني الدولي".
هروب زعيم أخطر عصابة في البلاد
جاءت هذه الاضطرابات بعد يوم واحد من هروب أخطر زعيم عصابة في البلاد من السجن، وإعلان نوبوا حالة الطوارئ.
بينما كان آلاف من الجنود وأفراد الشرطة يبحثون عن أدولفو ماسياس -المعروف باسم فيتو، والزعيم الذين أُدين بقيادة عصابة المخدرات القوية "لوس تشونيروس"- اندلعت الفوضى داخل السجون وخارجها في تحركات وُصفت بأنها استعراض صريح للقوة من جانب عصابات الجريمة المنظمة في البلاد.
كان نوبوا انتُخب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على وعد بمكافحة العصابات وجرائم العنف. وقد أعلن حالة الطوارئ لمدة شهرين، في وقت متأخر من يوم الاثنين 8 يناير/كانون الثاني، متعهداً باستعادة السيطرة على سجون البلاد، التي طالما شهدت أعمال عنف وحشية وقتلت فيها عصابات المخدرات أكثر من 420 سجيناً منذ 2021.
كما قال نوبوا، في رسالة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي: "رداً على قرارنا، تحاول عصابات المخدرات المتهمة بالإرهاب تهديدنا، وتظن أننا قد نستسلم لمطالبها".
إعلان الطوارئ لم يوقف الهجمات
مع ذلك، لم تكد تمر بضع ساعات حتى بدأت سلسلة جديدة من الهجمات، واختُطف ثلاثة من ضباط الشرطة في مدينة ماتشالا الجنوبية، واحتجز مجرمون ضابطاً رابعاً في العاصمة كيتو.
إذ لا يزال عشرات من حراس السجون محتجزين في السجون في جميع أنحاء البلاد، فضلاً عن آخرين أُبلغ عن احتجازهم يوم الإثنين، ولم تقدم هيئة السجون في الإكوادور مزيداً من التفاصيل.
جدير بالذكر أن غواياكيل شهدت ارتفاعاً في معدل جرائم القتل بمقدار خمسة أضعاف في خمس سنوات. وقد قال نوبوا إنه لن يتفاوض مع "الإرهابيين"، وأشارت حكومته إلى أن العصابات أشعلت أحداث العنف في السجون لأن الدولة أعلنت عن خطة لبناء سجن جديد شديد الحراسة، ونقل زعماء العصابات المسجونين إليه.
فيما يخطط رئيس الإكوادور كذلك لإجراء استفتاء يقترح اتخاذ إجراءات قوية لمكافحة الجريمة؛ مثل مصادرة الأموال والأصول من المجرمين المشتبه فيهم، وتمديد أحكام السجن.