أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الثلاثاء، 9 يناير/كانون الثاني 2024 استعداد بلاده للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد جنوب بلاده، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه "حزب الله" اللبناني، مقتل أحد عناصره في المواجهات المتواصلة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان، لترتفع حصيلة الثلاثاء إلى 4، ومجمل عدد قتلى الحزب إلى 158 منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
حديث ميقاتي جاء خلال لقائه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا في السرايا وسط العاصمة بيروت، بحضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو، والمستشار السياسي هيرفيه لو كوك، وفق بيان لمكتب ميقاتي، وكرر رئيس الحكومة "مطالبة المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي".
وأكد "استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701".
قرار سابق بوقف القتال بين لبنان وإسرائيل
في 11 أغسطس/آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم "1701" الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، ودعا إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات "يونيفيل" الأممية.
بدوره دعا لاكروا، بحسب البيان ذاته، "كل الأطراف إلى التهدئة، وإلى دعم الجيش في جنوب لبنان واستمرار التعاون بينه وبين اليونيفيل بشكل وثيق".
كما أكد خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيروت "التزام الأمين العام والأمم المتحدة تجاه لبنان واستمرارها ببذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أعرب لاكروا عن "تخوفه من استمرار التصعيد القائم في المنطقة وفي لبنان".
بدوره أثنى بري، وفق الوكالة، على "الجهود التي تبذلها قوات الطوارئ الدولية في هذه المرحلة وشهادتها على التصعيد الإسرائيلي اليومي الذي يطال عمق المناطق السكنية والمدنيين وحتى سيارات الإسعاف والإعلاميين، منتهكة ليس فقط القرار الأممي 1701 إنما كل قواعد الاشتباك".
البحث عن حل دبلوماسي
كان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، قد سبق أن أكد أن بلاده تعمل على "حل دبلوماسي" للوضع في الجنوب، سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف "العدوان" على غزة. تصريحات ميقاتي جاءت في حديث إلى "قناة الحرة "ضمن برنامج "المشهد اللبناني" .
وقال ميقاتي إن "القرار 1701 نص على تعزيز دور الجيش، والتعاون مع اليونيفيل لتمكينها من القيام بدورها، وهذا الأمر يحتاج إلى زيادة عدد الجيش بنحو عشرة آلاف عنصر، وتقوية قدراته".
وأوضح أن "لبنان على استعداد للتعاون، شرط أخذ الضمانات اللازمة لعدم استمرار التعديات الإسرائيلية". وقال: "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول ونحن نكرر أننا طلاب استقرار دائم، وندعو إلى حل سلمي دائم، ولكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من تدمير وحرب على لبنان".
وتابع: "نحن نعمل على حل دبلوماسي، ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة". وأكد أن "التهديدات التي تصلنا مفادها أنه يجب انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدد نحن على أن هذا الأمر جزء من البحث الذي يجب أن يشمل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية".
وأضاف: "تلقينا عرضاً بالانسحاب (حزب الله) إلى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله". وكشف أن "مستشار الرئيس الأمريكي أموس هوكستاين، سيزور بيروت هذا الأسبوع، وسنبحث معه في كل هذه المسائل".
مقتل أحد عناصر حزب الله
في حين أعلن "حزب الله" اللبناني، الثلاثاء، مقتل أحد عناصره في المواجهات المتواصلة مع الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان، لترتفع حصيلة الثلاثاء إلى 4، ومجمل عدد قتلى الحزب إلى 158 منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونعى الحزب في بيان "علي حسين برجي، من بلدة مركبا في جنوب لبنان، الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس"، دون مزيد من التفاصيل.
وبذلك ترتفع حصيلة قتلى الحزب إلى 4، الثلاثاء، بعد أن أعلن في وقت سابق مقتل 3 من عناصره، فيما ترتفع الحصيلة إلى 158 قتيلاً منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وفق بيانات "حزب الله" تابعتها الأناضول.
وصباح الثلاثاء، أعلن حزب الله في بيانات عدة، أنه "استهدف مقر قيادة الشمال (للجيش الإسرائيلي) بمدينة صفد، وثكنة يفتاح، وموقع البغدادي قبالة الحدود اللبنانية".
بدوره، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان نشره بحسابه على منصة "إكس": "قصفت طائرات سلاح الجو، خلال الساعات الماضية، عدة بنى تحتية عسكرية لتنظيم حزب الله، في منطقة قرية كفر كلا بجنوب لبنان".
وأوضح أن "طائرة تابعة لسلاح الجو أغارت على بنية تحتية للتنظيم في منطقة قرية يارون في جنوب لبنان، كما أطلقت مدفعية الجيش الإسرائيلي النار على مناطق مختلفة في جنوب لبنان".
وقال الجيش إنه رصد خلال ساعات النهار "عدداً من عمليات الإطلاق من الأراضي اللبنانية باتجاه الأراضي الإسرائيلية". وأضاف أنه "بعد التحذير من تسلل طائرة مسيرة معادية شمال البلاد، تم تحديد عدة أهداف جوية معادية اخترقت الأراضي الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، وتم اعتراض أحدها بنجاح من قبل الدفاع الجوي".
من جانبه، قال "حزب الله" اللبناني في بيان نقلته قناة "المنار" التابعة له، إنه استهدف "التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع بياض بليدا (الإسرائيلي) بالأسلحة المناسبة، وأصابها إصابة مباشرة".
وتصاعدت المواجهات بين الجانبين عقب اغتيال إسرائيل نائب رئيس مكتب "حماس" السياسي صالح العاروري بالضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير/كانون الثاني 2024 والقيادي الميداني البارز في "حزب الله" وسام طويل، الإثنين، بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته جنوب لبنان.
يذكر أنه و"تضامناً مع قطاع غزة"، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.