كشف استطلاع استقصائي أجرته شركة الأبحاث والاستشارات الاستراتيجية الإسرائيلية "إس كيو" SQ، أن ثلث الموظفين في إسرائيل باتوا يخشون تأثير الحرب في غزة على أعمالهم ويخافون من خسارة وظائفهم بسببها، وذلك حسبما جاء في تقرير لموقع Finance.walla الإسرائيلي، الإثنين 8 يناير/كانون الثاني 2024.
شارك في الاستطلاع عينة تمثيلية من 300 من الموظفين وأصحاب الأعمال الحرة ومديري الشركات خلال شهر ديسمبر/كانون الأول. وقال المشرفون على الاستطلاع إن الغاية منه استقصاء آثار الحرب الجارية على قطاع الأعمال ومشاعر الموظفين في إسرائيل.
يخشون الطرد
وجد الاستطلاع أن 34% من الموظفين باتوا يخشون الطرد من وظائفهم بعد اندلاع الحرب، و43% منهم ليس لديهم خوف على وظائفهم، وأن 23% واثقون بأنهم سيحتفظون بوظائفهم.
فيما ذكر 46% من المشاركين في الاستطلاع، أن شركاتهم لم تسرِّح موظفين ولا قللت القوة العاملة بها، ومع ذلك فقد أفاد 30% بأن شركاتهم لم تسرح موظفين، إلا أنها قلصت الموارد بلا شك، وذكر 14% أن مؤسساتهم لم تسرح موظفين ولكنها قلصت من الموارد والوظائف، في حين قال 10% من المشاركين أن شركاتهم ومؤسسات عملهم سرَّحت موظفين.
كذلك، أشار الاستطلاع إلى أن 63.5% راودهم الإحساس بعدم الأمان المالي خلال الفترة الماضية، في حين لم يشعر 35% ممن شملهم الاستطلاع بتغييرٍ كبير في أمنهم الاقتصادي خلال الحرب، وشعر 2% فقط من المشاركين بأمان مالي أكبر. وكشف الاستطلاع عن تباين في تأثير الحرب على الموظفين والعاملين لحسابهم الخاص، إذ تبيَّن أن العاملين لحسابهم الخاص أشد عرضة للخوف من خسارة أعمالهم. وذكر 48% من العاملين لحسابهم الخاص أنهم يشعرون بنقصٍ كبير في الأمن المالي، أما الموظفون بدوامٍ كامل فقال 18% منهم فقط إنهم يخشون الأمر ذاته.
وضعية غير آمنة
إلى جانب ذلك، تناول الاستطلاع تأثير الحرب وتداعياتها في التغيرات التنظيمية التي أجراها المديرون خلال فترة الحرب. إذ قال 53.5% من المشاركين إن المؤسسات التي يعملون فيها اضطرت إلى إجراء تغييرات في الإدارة، في حين أكد 45% منهم أن مؤسساتهم لم تُجر تغييرات وأنها مستمرة في العمل على النحو المعتاد.
في السياق، قال شاي هايون، الرئيس التنفيذي لشركة "إس كيو"، إن "بيانات الاستطلاع تُظهر أن الموظفين يشعرون بالخوف وعدم الاستقرار، وأن التغييرات الإدارية الكبيرة لا تزال معالمها غير واضحة على أرض الواقع. ويبدو أن مديري المؤسسات استخلصوا العبرة من أزمة جائحة كورونا، ويحاولون أن يتجاوزوا التأثيرات المعقدة لهذه الأزمة على مؤسساتهم أمام الموظفين".
كما أوضح هايون أن الشعور بعدم الأمان الاقتصادي يزداد كلما انخفض مستوى دخل الموظف. فالموظفون الذين يقل دخلهم عن المتوسط أكثر شعوراً بعدم الأمان (نسبتهم 26%)، أما الموظفون الذين لديهم دخل أعلى من المتوسط، فإن نسبة من يشعرون منهم بعدم الأمان تبلغ 11%.
وأشار تشايون إلى وجه آخر من تداعيات الحرب، فقال: "لقد وجدت أنا وكثير من العاملين لحسابهم الخاص أنفسنا مُستدعين إلى الخدمة الاحتياطية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقد جاء هذا الاستدعاء في وقت كانت فيه الشركات تكافح للعودة إلى وتيرة العمل [قبل أزمة كورونا]. وبذلك فقد اجتمع علينا الافتقار إلى الأمن الشخصي والشعور بنقص بالأمان الاقتصادي وعدم اليقين، وهذه قضايا يجب على الدولة معالجتها فوراً، وعلى نطاق واسع".