أطلق الاحتلال الإسرائيلي، السبت 6 يناير/كانون الثاني 2024، منطاد مراقبة عملاقاً تابعاً لسلاح الجو الإسرائيلي، يُعرف باسم "تل شميم"، إلى سماء الحدود الشمالية من فلسطين المحتلة مع لبنان، وفق ما نشره موقع Ynet الإسرائيلي.
الموقع أوضح أنه يُفترض أن الغرض منه هو كشف مختلف التهديدات القادمة من شمال فلسطين المحتلة، مثل الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، والتحذير الاستباقي منها.
مع ذلك لا تزال منظومة المراقبة المركَّبة في المنطاد قيد التجهيز، ولا تعدُّ مهيأة للتشغيل بعدُ. وقد رُصد المنطاد في لبنان من مسافة بعيدة، وقيل إنه ارتفع إلى سماء الحدود الجنوبية للبنان، على مشارف بلدة بنت جبيل، التي تبعد كيلومتراً عن الحدود.
حسب الموقع الإسرائيلي فقد تشاركت تل أبيب وواشنطن تطوير منظومة المراقبة "تل شميم"، وتجميعها داخل منطاد عملاق على مدى سنوات.
فيما تقول القوات الجوية الإسرائيلية إنه أكبر منطاد مراقبة من نوعه في العالم، وقد رُكِّب عليه عشرات الكاميرات الخاصة، وأجهزة الكمبيوتر الصغيرة، وأجهزة الرادار الضخمة. ويبلغ طوله 117 متراً، ويزن عدة آلاف كيلوغرامات.
لم تكن عملية نقل المنطاد ونفخه يسيرة، بل كانت إحدى أكثر العمليات اللوجستية تعقيداً على القوات الجوية الإسرائيلية خلال العقد الماضي.
أكبر منطاد مراقبة في العالم
فقد وصل منطاد مراقبة إلى محطة إطلاقه مفككاً في حاويات، وجاءت فرق أمريكية خاصة إلى إسرائيل لتتولى تجميع أجزائه، ونفخه. وقد زوَّدت الفرق التابعة لصناعة الطيران هذا المنطاد بأحدث إصدارات شركة "إلتا" الإسرائيلية من أجهزة الرصد والمراقبة، والتي يُقال إنها أكثر الأجهزة تقدماً في هذا المجال.
من المفترض أن يحلق المنطاد فوق منطقة المثلث الحدودي لإسرائيل مع لبنان وسوريا والأردن، بحيث يتولى عمليات المراقبة والرصد على مسافة تمتد مئات الكيلومترات في عمق أراضي هذه الدول.
كما يمكن للمنطاد التحليق على ارتفاعات كبيرة لزيادة نطاق المراقبة ومسافة الرصد. ومن المتوقع أن ينضم هذا المنطاد إلى المنطاد القديم الذي يحمي المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة.
فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه من المفترض أن تبرهن فرق المراقبة الجوية الإسرائيلية على فاعلية المنطاد بعد إتمام تجهيزه وتشغيله، إذ سيُطلب منهم الكشف المبكر عن صواريخ كروز عالية السرعة التي تنطلق من العراق وإيران، وتحلق على ارتفاع منخفض لا يتجاوز عشرات الأمتار فوق سطح الأرض، والتي يتعذر اكتشافها في العادة.
بينما زعمت الصحيفة الإسرائيلية أن المنطاد نجح خلال مرحلة الاختبار التشغيلي عام 2019 في الكشف عن بيانات مهمة بشأن الهجوم الجوي على منشآت شركة "آرامكو" السعودية للنفط، بعد وقت قصير من شنِّ الهجمات.