لا أحد في إسرائيل كان جاهزاً لـ”طوفان الأقصى”! “جيروزاليم بوست”: المجتمع يمر بأزمة نفسية غير مسبوقة

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/06 الساعة 22:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/06 الساعة 22:36 بتوقيت غرينتش
جنازة جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي/ رويترز

ما زالت عملية "طوفان الأقصى" التي أقدمت عليها المقاومة الفلسطينية في 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تترك آثارها العميقة على المجتمع الإسرائيلي، حيث تناول تقرير لصحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية السبت 6 يناير/كانون الثاني 2024، تفاصيل عن الأزمة النفسية التي خلفتها العملية على الإسرائيليين وخصوصاً الجيل الشاب منهم. 

بحسب الصحيفة، فإنه لم يكن أي أحد في إسرائيل جاهزاً ومستعداً لما سمته "هول صدمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول واسعة النطاق"، إذ اعتبرتها "صدمة لم يعرف الاحتلال لها مثيلاً من قبل".

حيث بدأت تظهر للتو المؤشرات الأولى على طلب الجنود النظاميين لمساعدة عاجلة تتجاوز البيروقراطية، بحسب الصحيفة التي أشارت أيضاً إلى أن جنود الاحتياط سيعودون منهكين بعد حرب قاسية استمرت لثلاثة أشهر، وسيسعون للحصول على مساعدة نفسية عاجلة.

كما قالت الصحيفة إنها قد "بدأت للتو في جمع بيانات متعلقة بحالات الانتحار بين الجنود".

تقول الصحيفة إنه " لا شك أن احتدام الأوضاع على الجبهة الشمالية، واستمرار القتال، بالإضافة إلى عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تخبرنا بأن الدولة تواجه أزمة صحة عقلية لم نرَ لها مثيلاً من قبل". 

وتشير التقديرات إلى إصابة ما يتراوح بين 50.000 و70.000 شخصٍ بالصدمة المباشرة أو غير المباشرة خلال الأحداث الأخيرة. لكن دولة الاحتلال لا تتعامل إلا مع ضحايا الخط الأول، ولا يمكنها استيعاب الحجم الحقيقي لهذه الظاهرة.

أزمات نفسية متراكمة 

إذ يواجه المجتمع الإسرائيلي أزمة بعد إدراكه فشل الدولة في حماية مواطنيها المستوطنين، خصوصاً في غلاف قطاع غزة، وذلك بعد فشل جيش الاحتلال في التصدي للعملية وقدرة عناصر المقاومة على اقتحام معسكرات محصنة وقتل واعتقال جنود ومستوطنين، والاستمرار في القتال داخل المستوطنات لساعات، وبعضهم لأيام. 

كما يواجه هذه الصدمة الأسرى الذين تم الإفراج عنهم، إذ يعاني العديد منهم من مشاعر البكاء ويواصلون العمل بأقل أداء عاطفي وجسدي تلقائياً. وسيستغرقون وقتاً طويلاً للتغلب على ذلك، بحسب الصحيفة. 

وينضم إلى هؤلاء دائرة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من منازلهم وأصبحوا بلا مأوى، إذ ترك مئات الآلاف منازلهم في مستوطنات غلاف غزة بعد العملية. 

كما تشير الصحيفة إلى الصدمة المرتبطة بضياع الثقة في القيادة السياسية، والآليات النفسية العميقة التي قد تضر بتعافي الجمهور الأكثر تضرراً والدوائر المحيطة به.  

كانت قد كشفت بيانات واردة من صناديق التأمين الصحي والصيدليات بإسرائيل عن زيادة كبيرة في استهلاك أدوية النوم، منذ "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. 

فوفقاً لبيانات صندوق التأمين الصحي المتحد، لوحظ خلال الشهر الأول من القتال زيادة بنسبة 170% في عدد المرضى الذين بدأوا لأول مرةٍ العلاج بالحبوب المنومة والتخدير، مقارنةً بالفترة المماثلة من العام الماضي. وفي الشهر الثاني، اعتباراً من 7 نوفمبر/تشرين الثاني، حدث انخفاض بنحو 50% في المرضى الذين بدأوا العلاج بالأدوية المضادة للقلق، تقابلها زيادة بنحو 20% في عدد المرضى الذين بدأوا باستخدام الحبوب المنومة لأول مرة، مقارنة بالشهر الأول من القتال.

ومن معطيات صندوق التأمين الصحي المتحد، لوحظ أيضاً ارتفاع في استخدام الأدوية؛ إذ مقارنةً بالأشهر التي سبقت عملية طوفان الأقصى، لوحظت زيادة بنسبة 17% في صرف أدوية النوم والقلق خلال الأشهر الثلاثة للحرب.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

قتلت "حماس" نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت نحو 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ورداً على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى الجمعة، 22 ألفاً و600 شهيد و57 ألفاً و910 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة" دفعت أعداداً كبيرة إلى النزوح، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

تحميل المزيد