قال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، الأحد 7 يناير/كانون الثاني 2024، إن العالم مُقبل على مرحلة جديدة، يمكن تسميتها بـ"ما بعد الصهيونية"، متوقعاً نهايتها قريباً، موجهاً انتقادات لاذعة للدول العربية والإسلامية بسبب عدم التفافها حول القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في كلمة له خلال "القمة الدولية الرابعة للثانويات النموذجية لمنظمة التعاون الإسلامي" بإسطنبول.
غياب "وحدة" الدول الإسلامية
قورتولموش، انتقد غياب الوحدة والتضامن بين دول العالم الإسلامي فيما يخص القضية الفلسطينية عموماً، والتطورات في قطاع غزة على وجه الخصوص.
كما أضاف أن الدول الإسلامية ملزمة بتحقيق الوحدة والتضامن فيما بينها، كشرط أساسي لتحقيق السلام الدائم في القدس أولاً، ومن ثم حول العالم.
كذلك، أشار رئيس البرلمان، إلى وجود "تساؤلات محقة" يطرحها الشباب المسلم بين الحين والآخر حول دور الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم، إزاء المآسي والآلام التي تشهدها المنطقة.
ثم تساءل عن سبب عدم استنجاد الشباب المسلم، في الوقت نفسه، بالعالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي.
"ما بعد الصهيونية"
رئيس البرلمان التركي، تساءل أيضاً "ماذا تفعل الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية؟ أين هي مما يحدث هناك؟".
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 22 ألفاً و835 قتيلاً، و58 ألفاً و416 جريحاً، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
كما شدد على أنه بالرغم من هذا، فإن العالم مقبل على مرحلة جديدة يمكن تسميتها بـ"مرحلة ما بعد الصهيونية".
وأوضح أن هذه المرحلة الجديدة التي بدأت فعلياً تتميز بـ"انتهاء عهد الصهيونية ورميها إلى مزبلة التاريخ، وتنفّس الإنسانية الصعداء".
أردغان: لن ندير ظهرنا لإخواننا
تصريحات رئيس البرلمان التركي، جاءت بعد ساعات من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقوف بلاده إلى جانب المظلومين في قطاع غزة، وذلك في كلمة، الأحد، خلال مؤتمر الإعلان عن مرشحي رؤساء البلديات عن حزب العدالة والتنمية، في مركز الخليج للمؤتمرات بمدينة إسطنبول.
وقال أردوغان: "لن ندير ظهرنا لإخواننا المظلومين (في غزة) إطلاقاً". وحول المجازر الإسرائيلية في غزة، أكد على محاسبة المسؤولين، قائلاً: "الذين يريقون المزيد من الدماء ويُزهقون الأرواح ويقتلون الأطفال سيواجهون العدالة الإلهية عاجلاً أم آجلاً".
كما أضاف أن تركيا ستبذل قصارى جهدها إلى جانب جميع الدول ذات الضمير الحي لمحاسبة الظالمين أمام القانون. وتمنى من الله الرحمة للإخوة الفلسطينيين الذين قضوا في الهجمات الإسرائيلية، والبالغ عددهم 23 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وحيّا الرئيس التركي كل الأبطال الفلسطينيين الذين يدافعون عن وطنهم وعرضهم ضد قوات الجيش الإسرائيلي، وأكد أن تركيا ستقف شامخة إلى جانب الفلسطينيين بكل وسائلها، كما وقفت في السابق إلى جانب الإخوة في البوسنة والهرسك وفي القوقاز.