تزايد السخط بين معاوني بايدن بسبب سياسته تجاه غزة.. يخشون خسارة قواعد جماهيرية مع احتدام السباق الرئاسي

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/07 الساعة 08:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/07 الساعة 08:35 بتوقيت غرينتش
الرئيس الامريكي جو بايدن /رويترز

تتزايد المعارضة داخل إدارة بايدن بشأن سياسة الرئيس تجاه غزة، مع إعلان مسؤول في وزارة التعليم استقالته هذا الأسبوع، وتوقيع عاملين في حملة بايدن الانتخابية، رسالة تدعو إلى وقف إطلاق النار ووضع شروط للمساعدات المُقدَمة لإسرائيل، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 6 يناير/كانون الثاني 2024.

وقال جوش بول، وهو مسؤول محترف يعمل في مجال مبيعات الأسلحة بوزارة الخارجية والذي استقال احتجاجاً في أكتوبر/تشرين الأول، وسط علامات السخط المتزايدة: "هذه مستويات غير عادية من المعارضة، سمعت في الأسابيع الأخيرة من أشخاص يفكرون بجدية أكبر في الاستقالة".

ويقول طارق حبش، مسؤول وزارة التعليم، إنه سمع من مسؤولين أكثر بكثير مما كان يتوقع، أنهم يفكرون في الاستقالة، وأضاف: "يشير هذا إلى التغيرات والمخاوف المستمرة بشأن سياساتنا الحالية، آمل أن يتردد صدى هذا لدى الرئيس والأشخاص الذين يتخذون القرارات السياسية بشأن هذه القضية التي تؤثر في حياة الملايين".

وحبش، الأمريكي من أصل فلسطيني، هو أول سياسي مُعيَّن من إدارة بايدن يعلن استقالته لوسائل الإعلام وينشر رسالة مفتوحة. وكتب في إعلان استقالته من منصبه مستشاراً لمكتب تخطيط السياسات التابع للإدارة: "لا أستطيع البقاء صامتاً بينما هذه الإدارة تغض الطرف عن الفظائع المُرتكَبة بحق حياة الفلسطينيين الأبرياء".

 واعترض حبش في الرسالة على عدم ضغط الرئيس بايدن على إسرائيل "لوقف أساليب العقاب الجماعي المُسيئة والمستمرة" التي أدت إلى الأزمة الإنسانية في غزة.

17 عاملاً في حملة بايدن الانتخابية دعوا إلى وقف إطلاق النار

وقبل يوم واحد من استقالة حبش، دعا 17 من العاملين الحاليين في حملة بايدن الانتخابية، دون الكشف عن هوياتهم، إلى وقف إطلاق النار وربط المساعدات العسكرية لإسرائيل بشروط، وحثوا الرئيس الأمريكي في رسالتهم على اتخاذ "خطوات ملموسة لإنهاء ظروف الفصل العنصري والاحتلال والتطهير العرقي التي تشكل الأسباب الجذرية لهذا الصراع". 

وقال أحد منظمي الرسالة، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "نعلم أننا لسنا وحدنا في هذا، وهناك ائتلاف كبير جداً يطالب بالشيء نفسه".

الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل/رويترز
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل/رويترز

انتقادات متزايدة في وزارة الخارجية بسبب موقف بايدن

وتحدثت صحيفة The Guardian إلى العديد من الموظفين السياسيين المُعيَّنِين الحاليين والموظفين المهنيين في وزارة الخارجية الذين انتقدوا نهج الإدارة لكنهم رفضوا التحدث بصفتهم الرسمية. ويقول البعض إنهم يحاولون إحداث التغيير من الداخل، فيما يقول آخرون إنَّ نهج الرئيس برمته في الشرق الأوسط يسترشد بالبيت الأبيض -بمعنى آخر، الرئيس نفسه- متحدياً توصيات خبراء السياسة.

وسعى مستشارو بايدن إلى نزع فتيل الاستياء الداخلي من خلال عقد سلسلة من جلسات الاستماع بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.

وقال بول، المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الذي استقال احتجاجاً في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنه على اتصال بالعديد من الأشخاص الموجودين حالياً بالإدارة الذين يفكرون في المغادرة بسبب تعامل بايدن مع إسرائيل.

وأضاف بول: "لو توافرت مزايا التأمين الصحي المرتبطة بوظائفهم في أماكن أخرى، لكان هناك عدد أكبر من الأشخاص المستعدين للاستقالة"، في إشارة إلى اعتماد العديد من موظفي الحكومة على وظائفهم للحصول على الرعاية الطبية.

مخاوف من خسارة بايدن قاعدة جماهيرية

وتأتي استقالة حبش، إلى جانب رسالة 3 يناير/كانون الثاني، من فريق عمل الحملة الحالية، وسط مخاوف من أنَّ بايدن قد يخسر أعضاء مهمين من قاعدته الجماهيرية مع احتدام السباق الرئاسي لعام 2024. 

وحتى إن المسؤولين السابقين في إدارة أوباما الذين يستضيفون حالياً برامج بودكاست (مدونات صوتية) شهيرة مثل Pod Save America صاروا ينتقدون بايدن بصوت عالٍ. وجاء في رسالة الناشطين أنَّ "المتطوعين ينسحبون بأعداد كبيرة من حملة بايدن للترشح لولاية ثانية، والأشخاص الذين صوتوا للحزب الديمقراطي لعقود من الزمن يشعرون للمرة الأولى على الإطلاق بعدم اليقين بشأن فعل ذلك؛ بسبب هذا الصراع".

وذكرت الصحيفة، أنه ومع ذلك، لا يبدو أنَّ المعارضة تؤثر في الوقت الحالي على نهج بايدن أو نهج دائرة المستشارين المتماسكة من حوله، وقلل مسؤول سابق، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، من أهمية الاستقالات والرسائل المفتوحة. وقال: "بعض هذه الانتقادات لها صدى، لكنني لا أراها تُحدث فرقاً كبيراً في الواقع. لن تلتفت هذه الإدارة إلى الانتقادات، إلا عندما تبدأ بالتأثير في السياسة الداخلية وتتحول لمصدر قلق في الانتخابات المقبلة".

تحميل المزيد