كشف موقع Walla الإسرائيلي، في تقرير له الأحد 7 يناير/ الثاني 2024، أن كبار الضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي بعثوا برسالة إلى هيئة الأركان العامة والقيادة السياسية، يطالبونها "بتغيير نهج القتال ضد حزب الله اللبناني" و"الانتقال من الدفاع إلى الهجوم.
هذه الرسالة تأتي بعد أن كشف تحقيق أولي أجراه جيش الاحتلال أن حزب الله أطلق أكثر من 60 عملية إطلاق باتجاه جبل ميرون بهدف ضرب قاعدة وحدة المراقبة الجوية.
فيما نفذ الجيش الإسرائيلي عدة ضربات كبيرة في لبنان صباح الأحد، وصرح متحدث باسم جيش الاحتلال أن "الجيش أكمل هجوماً على عدد من الأهداف العسكرية لحزب الله في لبنان".
كما أضاف: "هاجم الجيش عدة أهداف عسكرية لحزب الله باستخدام طائرات مقاتلة من القوة الجوية، بما في ذلك المباني التي رُصِدَت فيها انفجارات ثانوية تشير إلى وجود أسلحة".
دعوة لـ"الهجوم"
أوضح ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي أن الهجوم على جبل ميرون لم يكن مفاجئاً، كما بعثوا رسالة إلى هيئة الأركان العامة والقيادة السياسية وقالوا: "حان الوقت لتغيير ترتيب الأولويات من الجنوب إلى الشمال. حان الوقت لتغيير أهداف القتال ضد حزب الله من نظام محدود في الدفاع إلى هجوم محدود".
وأضافوا "هناك حاجة إلى أن يدفع حزب الله ثمناً أكثر إيلاماً من أجل نقل الضغط إليه".
كذلك، زعم الضباط أيضاً أنه "من الواضح للجميع أن العملية السياسية لن تدفع حزب الله حقاً إلى إخماد النيران وسحب قواته. يجب ألا نعود إلى المعادلات التي سبقت 7 أكتوبر/تشرين الأول. لقد قُتِلَ عشرات الآلاف، في حين لم يعد الأسرى إلى وطنهم".
يأتي هذا بعد يوم من نشر حزب الله مقطع فيديو لما سماه "الرد الأول على اغتيال العاروري"، ويمكن في هذا المقطع مشاهدة القصف الصاروخي على قاعدة BA 506، وهي القاعدة الجوية في ميرون، المعروفة باسم "عيون الدولة في الشمال". وتظهر الوثائق عدة إصابات مباشرة للقباب الدفاعية للقاعدة.
الاحتلال غير مستعد على الحدود
في سياق متصل، قال الخبير العسكري الإسرائيلي إسحق بريك، في مقال له بصحيفة Maarev الإسرائيلية، إنه قبل حوالي خمس سنوات، كان قد مرَّ بجميع نقاط الحدود اللبنانية ومرتفعات الجولان المحتل لمدة أسبوعين، وقام بزيارة كل نقطة استيطانية لمدة أربع ساعات، لكنه وجد افتقاراً تاماً للاستعداد لدى هذه النقاط.
بفضل تلك المراجعة التي أجراها، استُدعِيَ وزير الدفاع آنذاك، أفيغدور ليبرمان، ورئيس الأركان آنذاك، غادي آيزنكوت، وقائد القيادة الشمالية، يوئيل ستريك، للتوضيح.
كما أضاف أنه كان من المحرج للغاية أن يسمع بنفسه هذا الرد المتلعثم الذي جاء على لسان رئيس الأركان وقائد القيادة الشمالية في إجابتهم عن الإغفال الذي وجده في ذلك القطاع الأهم بالنسبة للجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية.
وقال إنه لم يحدث أي شيء جديد هناك منذ ذلك الحين، وبحسب تقرير جنود السرية الاحتياطية الذين خدموا في المواقع الحدودية الشمالية، قبل ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب على غزة، لم يتغير شيء نحو الأفضل فحسب، بحسب الوثيقة التي كتبوها، بل استمر التدهور بكامل قوته، وهو مستمر حتى اليوم، بحسب ما قاله بريك.
يقول بريك إن حزب الله لو كان قد شنَّ الهجوم يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع حماس، لكان قد تقدم في البؤر الاستيطانية في الشمال دون أن تتصدى له أي قوة تابعة للجيش الإسرائيلي، وكان سيكتسح الجليل ويدخل مستوطنات ومعسكرات الجيش الإسرائيلي بحريةٍ تامة.