قالت وزارة الصحة في غزة، الأحد 7 يناير/كانون الثاني 2024، إن سعي إسرائيل لإخراج مشفى "شهداء الأقصى" عن الخدمة بمثابة "حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى"، في وقت أعلنت فيه "أطباء بلا حدود" سحب طاقمها من المستشفى، فيما أعلنت وكالة "الأونروا" أن ملاجئها باتت مكتظة، ولم تعد قادرة على استيعاب مزيد من اللاجئين.
مساء السبت 6 يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" سحب موظفيها من المنطقة الوسطى بقطاع غزة، بما في ذلك مستشفى "الأقصى"، على خلفية تزايد هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
"حكم بالإعدام"
وزارة الصحة في غزة ذكرت، في بيان، أن "الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإرهاب المرضى والطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى من خلال المسيّرات".
كما أشارت إلى أن "المسيّرات الإسرائيلية تطلق نيرانها بكثافة تجاه أقسام وساحات مستشفى شهداء الأقصى وتستهدف كل من يتحرك".
كذلك، شددت على أن "الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإخراج مستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة بأسلوب جديد، من خلال الاستهداف بنيران المسيّرات".
ونبهت إلى أن "الجرحى والمرضى يهربون من مستشفى شهداء الأقصى تحت نيران المسيّرات الإسرائيلية".
ثم تابعت: "خروج مستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة هو حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى في المنطقة الوسطى" بقطاع غزة.
يشار إلى أنه رغم أن منظمة الرعاية الطبية الدولية (غير حكومية) قالت في بيان صدر في وقت متأخر من السبت إنها "تواجه صعوبة في إجلاء موظفيها وعائلاتهم من غزة"، فإنها أعلنت سحب طاقمها من مستشفى الأقصى.
وقالت كارولينا لوبيز، منسقة الطوارئ بالمنظمة في مستشفى الأقصى بغزة: "بضمير مثقل، يتعين علينا إخلاء موظفينا، بينما يظل المرضى والعاملون في المستشفى، والعديد من الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في مباني المستشفى"، حسب البيان نفسه.
وحول تزايد الهجمات الإسرائيلية على المنطقة الوسطى بغزة، أوضحت لوبيز: "أمس، عند الساعة 13:30 بالتوقيت المحلي، اخترقت رصاصة جدار وحدة العناية المركزة في مستشفى الأقصى، وخلال اليومين الماضيين، كانت هجمات الطائرات المسيّرة ونيران القناصة تسقط على بُعد بضع مئات الأمتار من المستشفى".
وأكدت المنظمة الدولية أنها "اتخذت هذا القرار الصعب بإجلاء موظفيها وعائلاتهم من المنطقة الوسطى بغزة في أعقاب أمر الإخلاء الذي أصدرته القوات الإسرائيلية من خلال منشورات أسقطتها من الجو في الأحياء المحيطة بالمستشفى".
وقالت "أطباء بلا حدود" إن "الوضع اتخذ منعطفاً خطيراً لدرجة أن بعض الموظفين الذين يعيشون في المناطق المجاورة لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم بسبب التهديدات المستمرة من الطائرات المسيّرة والقناصة".
الملاجئ مكتظة
في السياق، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد، إن "ملاجئنا في قطاع غزة مكتظة للغاية، ولم يعد بإمكاننا استيعاب المزيد، والكثير من النازحين ينامون بالعراء".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة "أي بي سي نيوز" الأمريكية مع جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل بالوكالة الأممية، ونشرت الأخيرة فحواها على منصة "إكس".
كما أضافت توما: "ملاجئنا في المنطقة مكتظة للغاية، ولم يعد بإمكاننا استيعاب المزيد من الأشخاص".
وشددت أنه "لا يوجد في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة بنية تحتية مدنية لدعم هذا التدفق الهائل من النازحين، الذين ينام الكثير منهم الآن في الشوارع".
ضغط هائل
في السياق نفسه، قالت الـ"أونروا" إن "الضغط على سكان غزة هائل، ولا نعلم كم من الوقت سيتحملون هذه الظروف القاسية دون غذاء ومأوى ومياه"، وذلك في مقابلة أجرتها قناة "سي إن إن" الأمريكية، مع سكوت أندرسون، نائب مدير عمليات غزة بالوكالة الأممية، ونشرت الأخيرة فحواها على منصة "إكس".
أضاف أندرسون، أن "الوضع أصبح صعباً جداً، لاسيما أننا في فصل الشتاء، ومعظم السكان يعيشون في خيام".
ثم أردف أن "غزة تحولت لمدينة الخيام، ويبذل سكانها قصارى جهدهم ليعيشوا حياتهم ويعتنوا بأطفالهم".
المسؤول الأممي، أكد أن "الضغط على سكان غزة هائل، ولا نعلم كم من الوقت سيتحملون هذه الظروف القاسية، دون غذاء ومأوى ومياه وأي من وسائل الراحة الأساسية".
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 22 ألفاً و835 قتيلاً، و58 ألفاً و416 جريحاً، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.