أظهر مقطعا فيديو صورتهما منظمة حقوقية فلسطينية، السبت 6 يناير/كانون الثاني 2024، تنكيل مستوطن إسرائيلي مسلّح بأحد الفلسطينيين في البلدة القديمة من مدينة الخليل بالضفة الغربية، وسط تجاهل من جنود الجيش الإسرائيلي، الذين ظلوا واقفين وهم يتفرجون على مشهد الاعتداء.
وفرض الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول "حظر تجول في عدة مناطق بالبلدة القديمة من مدينة الخليل، ثم سمح لأهالي المناطق المذكورة بالدخول والخروج وفق جدول زمني يحدد موعد الدخول والخروج من وإلى المنطقة".
تفاصيل الاعتداء
يقول الناشط عارف جابر، العضو في "مجموعة المدافعين عن حقوق الإنسان" (غير حكومية)، إنّ "المستوطن أوقف المواطن أسامة أبو شرخ (55 عاماً) في حارة جابر وسط مدينة الخليل، ومنعه من المضي في طريقه وأخضعه للتفتيش".
كما أضاف جابر أن "الحادثة وقعت بعد ظهر اليوم السبت، وعلى مرأى ومسمع جنود الاحتلال الذين لم يحركوا ساكناً، بل صرخ أحدهم على مواطنة كانت تتابع المشهد من نافذة منزلها".
وأشار إلى أن "ما جرى هو جزء من مشهد قاسٍ ومتكرر تعيشه أحياء الخليل القديمة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث التشديدات ومنع التجول".
ثم تابع: "السكان لا يستطيعون فتح أبواب أو نوافذ منازلهم أو التحرك في محيطها، خاصة في يومي الجمعة والسبت".
كذلك أشار إلى "تخفيف القيود لأول مرة منذ 3 أشهر اعتباراً من يوم غد الأحد، بحيث يُسمح للسكان بالحركة بين الساعة السابعة صباحاً والسابعة مساء دون أن يسمح بفتح متاجرهم".
سجن كبير
في 9 نوفمبر/تشرين الثاني أصدرت منظمة "بتسيلم" الحقوقية تقريراً قالت فيه إنه "منذ اندلاع الحرب (7 أكتوبر/تشرين الأول) يفرض الجيش الإسرائيلي حظر تجوّل على 11 حياً في منطقة H-2 بمدينة الخليل".
وأضافت: "أغلِقت المصالح التجاريّة والحوانيت، وسُجنت نحو 750 أسرة، تعدّ آلاف الأنفار، في منازلها، وبعد أسبوعين من حظر التجوّل التامّ، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بإمكان السكان الخروج من منازلهم أيام الأحد والثلاثاء والخميس لمدة ساعة في الصباح وساعة في المساء، كل مرّة".
تقع البلدة القديمة من مدينة الخليل تحت السيطرة الإسرائيلية بشكل كامل، ويسكن فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
بحسب "اتفاق الخليل" في 17 يناير/كانون الثاني 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، قُسّمت المدينة إلى منطقتي "H1 وH2″، وأعطيت إسرائيل بموجبه سيطرة كاملة على "H2" بما فيها البلدة القديمة وأطرافها.
ارتفاع عدد المعتقلين
في سياق متصل، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية إلى 5680 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بعد اعتقال 20 منذ مساء الجمعة حتى مساء السبت.
وقالت المؤسستان، في بيان مشترك، إن "حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام المنصرم، ترتفع إلى أكثر من 5680 تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن".
كما أضافتا أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ مساء أمس (الجمعة) وحتى مساء اليوم السبت 22 مواطناً على الأقل من الضفة".
ووفق المؤسستين "تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة خلال حملات الاعتقال، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين".
وبحسب تقرير سنوي لمؤسسات الأسرى بلغ إجمالي عدد الأسرى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023 نحو 8800، بينهم أكثر من 80 أسيرة.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات للمدن والبلدات والمخيمات.