أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2024، تشكيل لجنة ثنائية لترتيب إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في البلاد، مؤكداً موقف بغداد "الثابت والمبدئي" لتحقيق ذلك.
ويأتي تشكيل اللجنة بعد يوم من استهداف طائرة مسيّرة مقراً لـ"حركة النجباء"، التي تنضوي ضمن فصائل "الحشد الشعبي"، ما أسفر عن مقتل المسؤول العسكري للحركة، بالإضافة إلى عدد من العناصر الآخرين بالحركة.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: "الحكومة بصدد تحديد موعد بدء عمل اللجنة الثنائية لوضع ترتيبات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية، وإنه لن يكون هناك تفريط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض العراق وسمائه"، وفقاً لوكالة الأنباء العراقية "واع".
وأكد السوداني "الموقف الثابت والمبدئي في إنهاء وجود التحالف الدولي بعد أن انتهت مبررات وجوده".
وتابع قائلاً: "تعيش منطقتنا في وضعٍ محتقنٍ منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسببِ السياسات العدوانية والإجرامية التي تمارسُها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة"،مضيفا: "حذرنا من أن استمرار الممارسات الوحشية في غزة، ستكون له تداعياتٌ خطيرة على المنطقة والعالم، وبدأنا نلمس آثاره اليوم في العديد من دول المنطقة".
السوداني: الحشد الشعبي يمثل وجودا رسميا في العراق
وأضاف السوداني: "الحوادثَ الأخطر هي التي تكررت لأكثر من مرةٍ في العراق، من خلال قيام قوات التحالف الدولي باعتداءاتٍ ضدّ مقار الحشدِ الشعبي"، مشيرا إلى أن "الحشد الشعبي يمثل وجوداً رسمياً تابعاً للدولة وخاضعاً لها وجزءاً لا يتجزأُ من قواتِنا المسلحة".
وقال: "أكدنا مراراً أنهُ في حال حصولِ خرقٍ أو تجاوزٍ من قبلِ أيةِ جهةٍ عراقية، أو إذا ما تمَّ انتهاكُ القانونِ العراقي، فإنَّ الحكومةَ العراقيةَ هي الجهةُ الوحيدةُ التي لها أن تقومَ بمتابعةِ حيثياتِ هذه الخروقات"، مشدداً على أن "الحكومة هي الجهة المخولةُ بفرضِ القانون، وعلى الجميعِ العملُ من خلالها، وليس لأحد أن يتجاوز على سيادة العراق".
والخميس، قالت وزارة الخارجية العراقية، إن "الاعتداء على تشكيل أمني يرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، ويخضع لسلطة الدولة تصعيد خطير"، مؤكدة أن بغداد "تحتفظ بحق الرد باتخاذ موقف حازم".
وكانت وسائل إعلام عراقية، ذكرت أن طائرات استهدفت أحد مقرات "الحشد الشعبي" يقع ضمن مجمع مبنى وزارة الداخلية بشارع فلسطين شرق العاصمة بغداد، ما أسفر عن مقتل شخصين من الحشد وإصابة آخرين.
وقالت الوزارة: "إن الاعتداء على تشكيل أمني يرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، ويخضع لسلطة الدولة تصعيد خطير، وتعرب الوزارة عن إدانتها الشديدة للاعتداء السافر".
وأكدت أن "العراق يحتفظ بحقه باتخاذ موقف حازم، وكل الإجراءات التي تردع من يحاول المساس بأرضه وقواته الأمنية".
وسبق أن أعلن تشكيل يسمى "المقاومة الإسلامية العراقية"، المعروف بأنه أحد المليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، في بيانات، تنفيذه هجمات على قاعدة التحالف في مطاري "عين الأسد" و"أربيل" غرب العراق، وكذلك على تل البيدر شمال سوريا، وقاعدة التنف جنوب سوريا، تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.