رفض قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2024، اتفاقاً تم توقيعه بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية وجماعات سياسية، وتعهد بمواصلة الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر، وذلك في خطاب ألقاه أمام القوات السودانية.
وقال: "كل السودان وكل العالم شاف الجرائم القبيحة والبشعة التي ارتكبوها المتمردون وأعوانهم في ولاية غرب دارفور.. وكل العالم شهد بأن هذه القوات المتمردة ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ولاية غرب دارفور وفي كل بقاع السودان". وأضاف: "لذلك نحن ما عندنا صلح معاهم.. ما عندنا اتفاق معاهم".
حمدان دقلو يلتقي قيادات سودانية في إثيوبيا
يأتي حديث البرهان في الوقت الذي التقى فيه قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، الإثنين، مع سياسيين مدنيين مؤيدين للديمقراطية في أديس أبابا، وهي المحطة الأخيرة له في جولة خارجية. وصار لقوات الدعم السريع شبه العسكرية اليد الطولى في الحرب المدمرة المستمرة مع الجيش السوداني منذ تسعة أشهر.
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي بدا فيه أن دقلو، المعروف باسم حميدتي، يقدم نفسه كزعيم محتمل لبلد يعاني الآن من أكبر أزمة نزوح في العالم في ظل شح المساعدات لملايين المحتاجين وسط خطر المجاعة.
واستقبل قادة في أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي حميدتي خلال هذه الجولة فيما وصفها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بأنها أعمال عدائية.
وأدى التهديد بمزيد من التوسع لقوات الدعم السريع، التي سيطرت على وسط السودان ومعظم غربه، إلى إطلاق دعوات للمدنيين لحمل السلاح، في حين حذر مراقبون من وقوع حرب أهلية شاملة.
قتل المئات في السودان
اتهمت لجان المقاومة في الأحياء، المؤيدة للديمقراطية والمناهضة للجيش، قوات الدعم السريع بقتل مئات المدنيين وتنفيذ جرائم خطف ونهب في ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي سيطرت عليها أواخر ديسمبر/كانون الأول 2023.
وكان مئات الآلاف من النازحين قد لجأوا إلى ود مدني قادمين من العاصمة الخرطوم الواقعة إلى الشمال منها. وقال مدنيون في قرى بالولاية إن جنوداً من قوات الدعم السريع داهموا منازل بغرض سرقة السيارات وخطف النساء.
ودفع هذا النمط، الذي تكرر طوال فترة الحرب، الولايات المتحدة الشهر الماضي، إلى القول إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن التطهير العرقي في ولاية غرب دارفور.
دقلو يعتذر عن انتهاكات لقواته
في كلمة ألقاها أمام اجتماع سابق، اعتذر حميدتي عن الانتهاكات في ولاية الجزيرة، وقال إن قيادة قوات الدعم السريع تعمل على القبض على "المتفلتين".
وأضاف: "نكرر دعوتنا للمجتمع الإقليمي والدولي إلى التفكير بتفاؤل في صراعنا ونضالنا… وذلك بالنظر إلى المستقبل الجديد للسودان بعد تحقيق السلام". وكرر الدعوات من أجل تحقيق المساواة والديمقراطية اللتين طالما طالب بهما السياسيون المدنيون الذين التقاهم .
وأُطيح بالعديد من أعضاء المجموعة، ومنهم رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، من السلطة في عام 2021 عندما قاد الجيش وقوات الدعم السريع انقلاباً أنهى التحول الديمقراطي في السودان بعد سقوط عمر البشير عام 2019.
في حين قال البرهان، في كلمة ألقاها في وقت سابق، إن أولئك الذين قدموا الدعم لقوات الدعم السريع متواطئون في جرائمها. وفي إشارة إلى المحادثات السابقة في جدة، قال البرهان إن الطريق نحو إنهاء الحرب سيكون بخروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وولاية الجزيرة وعودة الممتلكات المنهوبة.
في حين اتهم المرصد السوداني لحقوق الإنسان الجيش بارتكاب جرائم حرب، وذكر في تقرير نشره قبل أيام، أنه قتل 118 شخصاً في غارات جوية على مدينة نيالا بغرب البلاد في أواخر ديسمبر/كانون الأول.