قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء 3 يناير/كانون الثاني 2024، إن الولايات المتحدة ليست ضالعة في الهجوم الإرهابي الذي وقع بمحافظة كرمان الإيرانية وأسفر عن مقتل 103 وإصابة 211 آخرين، فيما رفض المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، التعليق بشأن ما إذا كانت تل أبيب على علاقة به.
في وقت سابقٍ الأربعاء، أعلنت الحكومة الإيرانية الحداد ليوم واحد في البلاد على ضحايا الهجوم المزدوج الذي وقع في محافظة كرمان، وأدى إلى مقتل 103 أشخاص وإصابة 211 آخرين بجروح، وفق إعلام إيراني.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في تصريح صحفي، الأربعاء، أن الولايات المتحدة "ليست ضالعة في ذلك بأي شكل من الأشكال، والادعاءات التي تقول عكس ذلك سخيفة".
كما أضاف: "لا سبب لدينا للاعتقاد بأن إسرائيل ضالعة في هذا الهجوم"، وأعرب ميلر عن تعازيه للإيرانيين في ضحايا الهجمات الإرهابية.
"لا تعليق"
في السياق ذاته، رفض المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، التعليق على التفجيرين.
خلال مؤتمر صحفي عقده هاغاري، سأله أحد الصحفيين: "ما هو تقييم الجيش الإسرائيلي لرد الفعل المتوقع من لبنان بعد عملية الاغتيال (صالح العاروري)؟ وسؤال ثانٍ: هل يمكنك القول رسمياً إن إسرائيل لا علاقة لها بالتفجيرات التي وقعت اليوم في إيران؟".
قال هاغاري: "لن أعلق على هذا الكلام، أستطيع أن أقول إننا نركز على قتال حماس، وهناك أهداف واضحة لهذه الحرب يجب تحقيقها، وسنواصل العمل لتحقيقها".
كما أضاف: "هناك تحديات في القتال بالشمال أيضاً وفي الأعمال التي يقوم بها حزب الله، كان هناك بعضها اليوم أيضاً وقد أحبطناها على الحدود الشمالية، وهناك بعضها في مناطق أخرى نواجهها، مثل البحر الأحمر أو من سوريا كما واجهنا بالأمس"، في إشارة إلى غارات إسرائيلية استهدفت مناطق في ريف دمشق مخلفةً أضراراً مادية.
ثم تابع هاغاري: "نحن مستعدون وجاهزون في كافة القطاعات دفاعاً وهجوماً، وهكذا يجب أن تكون جاهزيتنا الدائمة، وهذا ما سنواصل القيام به".
ووقع انفجاران بفارق زمني 10 دقائق، في طريق يشهد فعاليات إحياء الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني.
والثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، امتنع هاغاري أيضاً عن التعليق على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري، في العاصمة اللبنانية بيروت مساء الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي.
ألمانيا تحذّر مواطنيها
في سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية الألمانية تحذيراً لرعاياها في لبنان ودعتهم إلى مغادرة البلاد.
بيان صادر عن الوزارة، الأربعاء، طالب المواطنين الألمان بمغادرة لبنان، بسبب النزاعات العسكرية الدائرة في المنطقة الحدودية مع إسرائيل والتي قد تتصاعد لاحقاً.
وأشار البيان إلى ضرورة أخذ تحذيرات السفر الحالية بعين الاعتبار.
كما دعا الألمان الذين يريدون مغادرة لبنان بأمان إلى استخدام خيارات السفر التجاري المتاحة.
كذلك، طلب من الألمان الراغبين في مغادرة لبنان عن طريق البر إلى اتباع تحذير السفر الحالي لدى وزارة الخارجية السورية.
وأكد أن الدخول إلى تركيا من سوريا عن طريق البر لا يبدو ممكناً في الوقت الحالي، وذكر أن السفارة الألمانية غير قادرة على تقديم الدعم القنصلي للمواطنين الألمان في سوريا.
وحذر البيان المواطنين بضرورة الابتعاد عن التجمعات والتظاهرات في لبنان.
يشار إلى أنه في أعقاب اغتيال العاروري ورفاقه في بيروت، تزايدت المخاوف من توسع الحرب الإسرائيلية بغزة إلى لبنان والمنطقة، لا سيما أن زعيم حزب الله كان يكرر مراراً أن "أي اغتيال على أرض لبنان سيكون له رد فعل قوي ولا يمكن تحمّله والسكوت عنه".
و"تضامناً مع قطاع غزة"، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.
فيما يصعّد الجيش الإسرائيلي حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخلفاً حتى الأربعاء 22 ألفاً و313 قتيلاً و57 ألفاً و296 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.