أعلن تنظيم الدولة (داعش)، الخميس 4 يناير/كانون الثاني 2024، مسؤوليته عن انفجارين أسفرا عن مقتل نحو 100 شخص، وإصابة العشرات، في مراسم أُقيمت في إيران لإحياء ذكرى اغتيال قاسم سليماني بطائرة أمريكية مسيّرة في 2020. ونشرت الجماعة بياناً عبر قنوات تابعة لها على تليغرام.
بينما قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، في وقت سابق الخميس، إن الهجوم الذي وقع في محافظة كرمان، كان "هجوماً انتحارياً". ونقلت عن "مصدر مطلع"، لم تسمّه، قوله إن التحقيقات التي أُجريت في مكان الهجوم تُظهر أن الانفجار الأول نجم عن هجوم انتحاري.
أضاف المصدر أن "الانتحاري المسؤول عن الانفجار الأول كان رجلاً وتقطّع جسده بالكامل، وتجري عملية تحديد هويته". وأشار إلى أن الانفجار الثاني يحتمل أن يكون أيضاً هجوماً انتحارياً، وأن عمليات فحص الكاميرات الأمنية والتحقيقات مستمرة.
حيث وقع الأربعاء 3 يناير/كانون الثاني، انفجاران بفارق زمني بينهما 10 دقائق، في طريق يشهد فعاليات إحياء الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وفق إعلام إيراني.
من جهته، قرر المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران اتخاذ خطوات لتسريع تحديد هوية مرتكبي التفجيرات الإرهابية التي أودت بحياة عشرات المواطنين قرب قبر "قاسم سليماني" بمحافظة كرمان جنوب البلاد، ومعاقبتهم.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، الخميس، أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عقد اجتماعاً طارئاً برئاسة الرئيس إبراهيم رئيسي لمناقشة التفجيرات الإرهابية في كرمان.
أضاف أن المجلس درس التقارير الاستخباراتية والأمنية التي عرضت في الاجتماع، واتخذ القرارات اللازمة للإسراع في تحديد هوية منفذي الهجوم ومخططيه وداعميه ومعاقبتهم.
زعماء إيران يتوعدون بالانتقام
بينما توعد زعماء إيرانيون بالانتقام، وقال محمد مخبر، النائب الأول لرئيس الجمهورية، للصحفيين في أحد المستشفيات، حيث كان بعض الجرحى يتلقون العلاج من الهجوم الأكثر دموية منذ الثورة الإسلامية عام 1979 "سيواجهون انتقاماً قوياً جداً من جنود سليماني".
فيما قالت وسائل إعلام رسمية إن السلطات في طهران دعت إلى احتجاجات حاشدة غداً الجمعة، مع تشييع جثامين ضحايا الانفجارين.
كما وصف الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في بيان هجوم الأربعاء بأنه عمل جبان "استهدف إشاعة انعدام الأمن والسعي للانتقام من حب الأمة العميق وإخلاصها للجمهورية الإسلامية".
حيث قال الحرس الثوري أيضاً إن الهجوم "يقوي العزم على معاقبة مرتكبيه بحسم وعدل". ونفى قائد الحرس الثوري في مدينة كرمان بجنوب شرق البلاد تقارير لوسائل إعلام رسمية، أفادت بوقوع إطلاق نار في المدينة اليوم، الخميس.
بينما ندد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "بالجريمة الشنعاء واللاإنسانية"، وتعهّد المرشد الأعلى آية الله خامنئي، بالانتقام لما حدث في التفجيرين اللذين أسفرا أيضاً عن إصابة 284 شخصاً، بينهم نساء وأطفال.