أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، أنها تقدمت باحتجاجين "شديدي اللهجة"، إلى الأمم المتحدة، بشأن الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت التي استهدفت قياديين بحركة "حماس"، بينهم نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لـ"ضبط النفس" وحذر من "خطوات متهورة تصعد التوتر".
جاء بيان للخارجية اللبنانية، أن "الوزير عبد الله بو حبيب، أوعز إلى كل من مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك هادي هاشم، والقائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم، بإجراء الاتصالات اللازمة حول استهداف الضاحية".
كما طلب الوزير "تقديم احتجاجين شديدي اللهجة للأمم المتحدة، حول العدوان الإسرائيلي الخطير، ومحاولة استدراج لبنان والمنطقة إلى تصعيد شامل".
كذلك، اعتبر "الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، استكمالاً لمسلسل الاعتداءات الإسرائيلية اليومية المتصاعدة على جنوب لبنان، ما يزيد المآسي والويلات، ويهدد السلم والأمن الإقليميين"، مطالباً بـ"إدانة العدوان الإسرائيلي".
ارتفاع عدد الشهداء
وقد ارتفع عدد ضحايا تفجير مقر لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الثلاثاء، إلى 7 قتلى و11 جريحاً، بحسب الوكالة الرسمية للأنباء.
الوكالة قالت إن "الضربة الجوية بثلاثة صواريخ من مسيّرة إسرائيلية، والتي استهدفت مقراً لحركة حماس في ضاحية بيروت الجنوبية، أسفرت عن 7 شهداء وإصابة 11 آخرين".
كما أوضحت أن القتلى هم نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" صالح العاروري، والقياديان في كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، سمير فندي وعزام الأقرع، وآخرون هم: محمود زكي شاهين، ومحمد الريس، ومحمد بشاشة، وأحمد حمود.
"تطورات مقلقة"
في أول تصريح له بعد واقعة الاغتيال، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، جميع الأطراف إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس وخفض التوتر".
مساعدة المتحدث باسم الأمم المتحدة، فلورنسيا سوتو نينو، قالت في تصريح صحفي، إن التطورات الأخيرة "مقلقة للغاية"، وإن الوضع يكشف عن "خطر انتشار النزاع في المنطقة، وهو ما سبق أن حذر منه الأمين العام".
وذكرت أن كافة التفاصيل المتعلقة بالهجوم لم تتضح بعد، مضيفة: "الأمين العام يدعو جميع الأطراف بالمنطقة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وخفض التوتر بشكل عاجل".
ثم أشارت إلى أن غوتيريش سبق أن حذر من "ارتفاع خطر سوء التقدير" مع استمرار الصراع.
وجددت دعوتها إلى المجتمع الدولي لبذل "جهود مكثفة" لمنع زيادة التوتر في المنطقة، مضيفة: "لا نريد أي خطوات متهورة تؤدي إلى أعمال عنف في المنطقة".
ومساء الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، بأن إسرائيل اغتالت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري في هجوم بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
من جهته، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في كلمة بثتها قناة "الأقصى" الفضائية التابعة لـلحركة: "ننعى قائد الحركة في الضفة صالح العاروري، والقادة في القسام سمير فندي وعزام الأقرع، وعدداً آخر من كوادر الحركة هم محمود شاهين، ومحمد بشاشة، ومحمد الريس، وأحمد حمود"، وحمّل إسرائيل المسؤولية عن تداعيات عملية الاغتيال.
وخلال الفترة الممتدة بين عامي (1990 ـ 1992)، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إدارياً (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه بحركة "حماس".
ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.