تتعمق الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأعضاء مجلس الحرب يوماً بعد يوم، لاسيما مع وزير جيشه، يوآف غالانت، ومنافسه السياسي السابق بيني غانتس، مع استمرار الحرب على غزة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024.
ويتعرض نتنياهو لضغوط داخلية متزايدة بسبب الهفوات الأمنية والاستخباراتية التي سمحت بعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والفشل في تأمين إطلاق سراح الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، والانتقادات الدولية بشأن تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
والآن يبدو نتنياهو، البالغ من العمر 74 عاماً، منخرطاً في معركة أخرى؛ وهي النضال من أجل البقاء في منصبه والحفاظ على إرثه السياسي.
يناضل من أجل البقاء
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، نقلاً عن مصادر، أنَّ "توترات كبيرة" تتصاعد بين نتنياهو وغالانت.
وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية شدة الحرب الإسرائيلية على جنوب غزة، والدور المحتمل للسلطة الفلسطينية في حكم القطاع الساحلي بعد الحرب.
وقال رئيس معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية البروفيسور إفرايم إنبار، لوكالة أنباء The Media Line: "أعتقد أنَّ الجواب بسيط، لقد فهم نتنياهو أنَّ غالانت وغانتس يريدان منصبه عندما تنتهي الحرب".
وهذه الخلافات بين غالانت ونتنياهو ليست جديدة، ففي مارس/آذار 2023، أقال نتنياهو غالانت لمعارضته اقتراحه المثير للجدل للإصلاح القضائي. وأثار هذا الإجراء احتجاجات جماهيرية؛ ما أدى إلى إلغاء إقالة غالانت بعد أسبوعين وتعليق التشريع المقترح.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان لوكالة The Media Line: "لا يمكن لنتنياهو أن يرى أي شخص أو أي وزير يتخذ خطوات مستقلة قد تعتبر تهديداً له".
وبحسب تقارير، استبعد نتنياهو رئيس الموساد (وكالة الاستخبارات الخارجية) ديفيد بارنيا ورئيس الشاباك (جهاز الأمن العام) رونين بار من المشاركة في اجتماع عُقِد مؤخراً مع غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي حول العمليات العسكرية؛ كما لم يكن حاضراً شخصياً؛ مما يكشف عن مستوى عدم الثقة بينهم.
ويشارك آلاف الإسرائيليين أسبوعياً في مظاهرات في تل أبيب يطالبون فيها الحكومة ببذل المزيد من الجهود لضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الباقين بأمان. وتضمنت هذه الاحتجاجات في الآونة الأخيرة دعوات لإجراء انتخابات، ودعا العديد من رؤساء الوزراء السابقين نتنياهو إلى التنحي.
تراجع نتنياهو في استطلاعات الرأي
وباعتبار نتنياهو صاحب أطول فترة خدمة في منصب رئيس الوزراء، فقد نجا من العديد من العواصف السياسية، لكن شعبيته تراجعت.
ويكشف استطلاع للرأي أُجرِي مؤخراً عن اتجاه واضح لتراجع الدعم لنتنياهو، حيث يريد 70% من الإسرائيليين استقالته، ومع ذلك، لا يزال التأييد للحرب مرتفعاً، وهو ما يعول عليه السياسي المخضرم للبقاء في السلطة.
ومع احتدام المعارك في غزة وارتفاع عدد القتلى، لا توجد صورة واضحة لما تريده إسرائيل بمجرد أن تهدأ العاصفة. وفي هذه الأثناء، يجد نتنياهو نفسه محاطاً بأشخاص يريدون أن يحلوا محله.
ويرجح سامي سوكول، أحد سكان القدس المحتلة، لوكالة "The Media Line"، أنَّ نتنياهو يائس لحماية إرثه السياسي في ظل الاتهامات بأنَّ السياسي المخضرم يعطي الأولوية لمسيرته المهنية على حساب البلاد.
وأضاف: "نتنياهو لديه أجندة شخصية جداً، وهو يعلم أنَّ أيامه [معدودة] في السياسة الإسرائيلية".
يُضاف إلى ذلك، أنَّ الحرب في غزة سلّطت الضوء على الخلاف المتزايد مع الإدارة الأمريكية. ويؤكد منتقدو نتنياهو أنه يعطي الأولوية لمصلحته الشخصية ومسيرته السياسية على حساب البلاد، ولهذا السبب، يقولون إنَّ عليه التنحي.