قالت منظمة رقابية إسرائيلية، الإثنين 1 يناير/كانون الثاني 2024، إن المستوطنين الإسرائيليين قتلوا ما لا يقل عن 10 فلسطينيين وأحرقوا عشرات المنازل في الضفة الغربية عام 2023، ما يجعله العام "الأعنف" لهجمات المستوطنين، بحسب ما نقلت صحيفة The Times Of Israel الإسرائيلية.
حيث قالت منظمة ييش دين Yesh Din الحقوقية إن العديد من الهجمات في الضفة الغربية نفذتها مجموعات كبيرة من المستوطنين، وتصاعد عنفها بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يُشار إلى أن الضفة الغربية تخضع للحكم العسكري الإسرائيلي منذ حرب يونيو/حزيران عام 1967، بينما تحكم السلطة الفلسطينية أجزاء من المنطقة منذ عام 1994، وتصاعدت التوترات هناك منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع الذي تتولى إدارته منذ عام 2007.
ويعيش قرابة 490 ألف مستوطن بين نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، في حين بدأت منظمة ييش دين مراقبة عنف المستوطنين بحق الفلسطينيين عام 2006.
مئات الاعتداءات على الفلسطينيين
وقالت المنظمة،: "أول شهرين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانا عنيفين بدرجة ملحوظة، ووثقت منظمة ييش دين 242 حادثة عنف على يد المستوطنين"، مشيرة إلى أنه "في هذه الحوادث، داهم مئات الإسرائيليين قرى فلسطينية، وأضرموا النار في عشرات المنازل والمركبات".
ويتفق التقرير مع بيانات صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA (أوتشا)، الذي أحصى 1225 حادثة عنف نفذها المستوطنون عام 2023.
ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، في الفترة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و30 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، هُجِّر ما لا يقل عن 198 أسرة فلسطينية مكونة من 1,208 أشخاص، من بينهم 586 طفلاً، بسبب عنف المستوطنين والقيود العسكرية.
ويمثل ذلك 78% من الـ 1539 شخصاً، بينهم 756 طفلاً، الذين نزحوا جراء هذه الحوادث عام 2023.
بدوره، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن المتوسط اليومي كان ثلاثة حوادث مرتبطة بالمستوطنين في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 مقارنة بمتوسط حادثتين يومياً عام 2022، وهو أعلى معدل منذ بداية التوثيق عام 2006.
"انعدام الثقة"
وفقاً لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، قتل ما لا يقل عن 317 فلسطينياً على يد قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب على غزة.
وبناءً على تقديرات عسكرية، قُتل معظمهم خلال اشتباكات وسط مداهمات اعتقال، والكثير منهم، وفقاً لبيانات اطلعت عليها صحيفة "التايمز أوف إسرائيل"، كانوا مسلحين إما بسلاح ناري أو عبوة ناسفة.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بقرابة ثلاث حالات قُتل فيها فلسطينيون غير مسلحين على يد الجنود في الآونة الأخيرة، وعدد من الحالات التي قَتلَ فيها مستوطنون فلسطينيين، ولا تزال قيد التحقيق.
ودحضت منظمة "ييش دين" ادعاءات جيش وشرطة الاحتلال بحدوث تراجع في عنف المستوطنين في الأشهر الأخيرة، قائلة إن هذه الأرقام إنما تعكس تراجعاً في الشكاوى المقدمة إلى السلطات الإسرائيلية.
وبحسب البيانات، لم يتقدم 57.5% من الضحايا بشكوى خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، حين تنازل 40% فقط عن هذا الحق.
وأضافت أنه منذ وصول الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية إلى السلطة في ديسمبر/كانون الأول عام 2022، ارتفع عدد الفلسطينيين الذين أعربوا عن "انعدام ثقتهم" في سلطات إنفاذ القانون الإسرائيلية في الضفة الغربية.
واتهمت المنظمة الائتلاف الحاكم، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يضم مستوطنين ومتشددين قوميين متطرفين، بأن "عنف المستوطنين سياسة الحكومة الإسرائيلية".