ذكر تقرير لموقع Walla الإسرائيلي، السبت 30 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن مجموعة من أبرز المخرجين في عالم السينما أصدروا بياناً يدعو إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة، ووصف ما يحدث في القطاع بأنه "مجزرة متطرّفة الأبعاد"، ووصفت البيان بأنه "كان أقل انحيازاً مما هو معتاد في هذا النوع من البيانات"، مشيرة إلى أن "المثير للاهتمام" في البيان هو أن من بين الموقعين عليه مخرجين معروفين بعدم مناهضتهم لإسرائيل، بل ضمت اللائحة مخرجاً إسرائيلياً أيضاً.
حسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن البيان دعا كذلك إلى إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، مع الإقرار بأن الحرب بدأت في أعقاب أفعال حماس، التي وصفها البيان بـ"العنف الفظيع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول" ببساطة.
منهم "مقربون" من إسرائيل
المثير للاهتمام هو أن البيان حمل توقيع عدد غير قليل من المخرجين الذين لا يمكن وصفهم بأنهم من المناهضين لإسرائيل، إذ لم يسبق لهؤلاء المخرجين مقاطعة إسرائيل، بل زاروها في الواقع عدة مرات كان آخرها في الصيف الماضي أحياناً.
حيث ضمّت القائمة على سبيل المثال المخرجة الفرنسية كلير دينيس التي كانت ضمن لجنة تحكيم مهرجان القدس السينمائي، والمخرج الألماني كريستيان بيتزولد الذي زار مهرجان تل أبيب الدولي للفيلم الطلابي، والمخرج الفرنسي روبير غيديغيان الذي زار إسرائيل عدة مرات وأعرب عن حبه ودعمه لها، وكذلك المخرج المجري بيلا تار الذي حضر مهرجان القدس قبل نحو 10 سنوات.
علاوةً على أن أول الموقعين على البيان كان الإسرائيلي ناداف لابيد، الذي فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عن فيلم Synonyms وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كان" عن فيلم Ahed's Knee.
تفاصيل البيان
وقد نُشِرَ البيان باللغة الفرنسية في صحيفة Libération الفرنسية المرموقة، ونصّ على ما يلي: "أدى العنف الفظيع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى جرّ أقدام الإسرائيليين والفلسطينيين نحو فصل جديد من العنف والقسوة. وتشهد غزة حالياً مجزرة متطرّفة الأبعاد تقتل آلاف الأطفال والنساء، وتحرم شعباً كاملاً من أي فرصةٍ للنجاة".
ثم أضاف: "نحن نطالب بالوقف الفوري للقصف على غزة، وفتح ممرات إنسانية، والسماح بوصول المساعدات اللازمة وفقاً للمنظمات الدولية، وإطلاق سراح المختطفين".
وفي الختام، يذكر البيان أن الإسرائيليين توقعوا هذا الوضع المأساوي منذ خمسين عاماً بالفعل، مع الاستشهاد بمقال نشره عدد من نشطاء اليسار الإسرائيلي مثل حاييم هنغبي وأري ليفسكيتز على صفحات Haaretz عام 1967.
حيث نص ذلك المقال على ما يلي: "إن حق الدفاع عن أنفسنا ضد الإبادة لا يمنحنا الحق في قمع الآخرين، إذ إن الاحتلال يُفضي إلى حكم أجنبي، والحكم الأجنبي يُفضي إلى المقاومة، والمقاومة تُفضي إلى القمع، والقمع يُفضي إلى الإرهاب ومكافحة الإرهاب، وعادةً ما يكون ضحايا الإرهاب هم الأبرياء. يجب أن نغادر الأراضي المحتلة على الفور".