أصدر منسق الإغاثة بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، بياناً الجمعة 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، وفق ما نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أدان فيه إطلاق النار على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في غزة، وقال غريفيث إن "القافلة كانت تحمل علامات واضحة، وتم تنسيق تحركاتها مع الأطراف المختصة. والهجمات على العاملين في المجال الإنساني غير قانونية". في الوقت نفسه نقلت قناة "الجزيرة" الفضائية، عن مصدر طبي في قطاع غزة، قوله إن 100 شهيد سقطوا ضحايا للقصف الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الأخيرة فقط، وسط قطاع غزة.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة إن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار على القافلة، بحسب مدير الوكالة توماس وايت، وقال الجيش الإسرائيلي لشبكة CNN إنه يحقق في الحادث.
وقال دورون سبيلمان، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لشبكة CNN، يوم الجمعة: "نحن لا نطلق النار عمداً على أي منظمة إنسانية، إذا كان هذا خطأ، وإذا تم التحقق من ذلك فسوف نخرج ونقوله".
في حين قالت مديرة الاتصالات في الأونروا، جولييت توما، لشبكة CNN، يوم الجمعة، إن القافلة كانت مكونة من 7 مركبات تابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك مركبتان مدرعتان، تم وضع علامة خارجية عليها بحروف "UN"، وقالت توما أيضاً إنه طُلب من القافلة تغيير مسارها.
ولم يتضح بعد سبب مطالبة القافلة بإجراء التغيير، وكم من الوقت انقضى بين الطلب المبلغ عنه لتغيير مسار القافلة وإطلاق النار من قِبل الجنود الإسرائيليين.
في سياق موازٍ، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الجمعة، أن إرسال المساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم استؤنف بعد توقفه لعدة أيام بسبب "حوادث أمنية". وذكرت وكالة الأمم المتحدة أن 81 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية دخلت غزة يوم الجمعة عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل، ومعبر رفح من مصر.
لكن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية حذَّر أيضاً من أن حجم المساعدات التي تدخل القطاع الفلسطيني المُدمَّر "لا يزال غير كافٍ على الإطلاق". قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، أفادت الأمم المتحدة بأن معدل التسليم اليومي يبلغ 455 شاحنةً تحمل بضائع تجارية إلى غزة.
يُذكر أنه تم إغلاق معبر كرم أبو سالم في الفترة من 25 إلى 28 ديسمبر/كانون الأول 2023، بسبب "حوادث أمنية" تم الإبلاغ عنها في محيطه، منذ فتحه في 17 ديسمبر/كانون الأول، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وقالت الوكالة إن هذه الحوادث شملت غارةً قاتلةً بطائرة بدون طيار، في 25 ديسمبر/كانون الأول، والاستيلاء على المساعدات من قوافل الغذاء من قِبل مجتمعات محلية يائسة، و"عمليات نقل أسرى وجرحى غير معلنة وغير منسقة من إسرائيل، ما جعل المعبر غير صالح للاستخدام لساعات في كل مرة".
وفي وقت سابق، الجمعة، قال تال هاينريش، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الأمم المتحدة طلبت إغلاق المعبر أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس "لتفتيش المساعدات، بسبب الازدحام في جانب غزة".
وأصرَّ هاينريش أيضاً على أن إسرائيل لم تحدَّ من كمية المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تدخل إلى القطاع، قائلاً إن الإشارة إلى خلاف ذلك هي "مغالطة".
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الجيش الإسرائيلي إنه "يوسّع عملياته" ويُفكك البنية التحتية لحماس في منطقة خان يونس بجنوب غزة يوم الجمعة، بينما زعم أيضاً أنه دمر شبكةً من الأنفاق بالقرب من مدينة غزة، إلى جانب إحدى "شقق المخبأ"، التابعة لزعيم حماس يحيى السنوار، على حد زعمه.
وبينما أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية عن التقدم الذي أحرزته على الأرض، فإن المسؤولين في الأمم المتحدة يدقون ناقوس الخطر مرةً أخرى بشأن العواقب على المدنيين في غزة.
حيث قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، في منشور يوم الخميس، إن أكثر من 150,000 شخص "ليس لديهم مكان يذهبون إليه" بعد التحذير الأخير للجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء كبيرة من وسط غزة.
وحتى المدنيون الذين وصلوا إلى الملاجئ لم يتمكنوا دائماً من الهروب من الأذى. وقالت الأونروا يوم الجمعة إن ما لا يقل عن 308 أشخاص كانوا قد لجأوا إلى ملاجئها قتلوا، وأصيب ما لا يقل عن 1095 آخرين، منذ بدء القتال الأخير في القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ووصف مسؤول الإغاثة التابع للأمم المتحدة يوم الخميس الإحباط الناتج عن إيصال المساعدات إلى الجيب، حيث تؤثر أزمة الجوع الحادة على الملايين. ووصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث الوضع بقوله "القصف مستمر، والاتصالات سيئة، والطرق متضررة، والقوافل أُطلقت النار عليها، وتأخير على الحواجز"، وأضاف أن "هذا وضع مستحيل بالنسبة لأهل غزة ومن يحاول مساعدتهم".
جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت حتى الجمعة "21 ألفاً و507 شهداء و55 ألفاً و915 إصابة، معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
