قال موقع Middle East Eye البريطاني إنَّ طالباً فلسطينياً أمريكياً بجامعة هارفارد الأمريكية تعرَّض للملاحقة والترهيب من جانب زوجة أستاذ بالجامعة ومساعد سابق للرئيس باراك أوباما قبل أيام فقط من رصد لقطات لها أمام الكاميرا وهي تضايق طالبة أخرى ترتدي "الكوفية" الفلسطينية.
وقال جون أبوغطاس، وهو طالب دكتوراه فلسطيني بجامعة هارفارد، للموقع البريطاني إنَّ إيف غيربر، زوجة جيسون فورمان، الأستاذ بجامعة هارفارد، قد تبعته أيضاً في أرجاء قطاع من حرم الجامعة، وسخرت منه لارتدائه كوفية، وتفيد تقارير بأنَّها وصفته بأنَّه "إرهابي ومعادٍ للسامية".
فيما قال جون أبوغطاس، الذي كان يسير مع أحد الأصدقاء في ذلك الوقت يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "نعتتني تحديداً بالداعم لحماس، وسألتني ما إن كنتُ أدعم تدمير المساجد، مُلمِّحةً إلى أنَّ كل الفلسطينيين مسؤولون عن قتل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين وتدمير غزة".
وأضاف: "شعرتُ كما لو أنَّني أمثل تهديداً ولا أنتمي لحرم هارفارد".
وأوضح أبوغطاس أنَّه لم يبلغ الجامعة بالحادثة آنذاك لأنَّه لم تكن لديه فكرة حول مَن كانت هذه المرأة ولم تكن لديه ثقة بأنَّ الجامعة ستأخذ الأمر على محمل الجد، لكنَّ هذا تغيَّر في 13 ديسمبر/كانون الأول، حين لاقى مقطع فيديو يعود إلى شهرين ماضيين انتشاراً واسعاً وحدد هُوية إيف غيربر باعتبارها الشخص الذي يلاحق طالبة أخرى بهافارد بسبب ارتدائها للكوفية.
ويمكن رؤية غيربر في مقطع الفيديو وهي تطارد الطالبة وتُوجِّه لها اتهامات عدة.
ومع انتشار الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر الواقعة في العديد من وسائل الإعلام الوطنية، قال أبوغطاس إنَّه شاهد الفيديو وتعرَّف على غيربر باعتبارها نفس الشخص الذي طارده قبل أيام لأنَّه كان يرتدي الكوفية.
وكتب على الفور إلى جامعة هارفارد للإبلاغ عما حدث له، إذ كتب أبوغطاس في البيان الذي أرسله إلى كبير مسؤولي التنوع والشمول في مكتب رئيسة جامعة هارفارد: "الآن وقد صرتُ أعرف هُوية الشخص الذي ضايقني، فإنَّني أُبلِّغ عن هذه الحادثة مباشرةً للجامعة وكذلك لإدارة شرطة جامعة هارفارد. لقد كانت هارفارد مكاناً معادياً للغاية للفلسطينيين خلال هذين الشهرين الماضين، لدرجة أنَّني فكرتُ جدياً في المغادرة". ويعمل زوج غيربر، جيسون فورمان، أستاذاً للاقتصاد بكلية كينيدي التابعة للجامعة.
قوة مؤسسية
يأتي هذا في وقت تعاني فيه جامعة هارفارد، شأنها شأن العديد من المؤسسات التعليمية الأخرى في الولايات المتحدة، من مشكلات منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ تثير المجموعات والمليارديرات المانحون الداعمون لإسرائيل قضية معاداة السامية رداً على الاحتجاجات المتنامية الداعمة لفلسطين ودعم الشعب في غزة في خضم حصيلة القتلى المتصاعدة هناك.
وفي الحادثة التي التُقِطَت في مقطع فيديو في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يمكن رؤية غيربر وسماعها تصف الكوفية بأنَّها "وشاح إرهابي"، وقالت غيربر للطالبة التي كانت تُصوِّرها: "مرحباً للكاميرا! شكراً لكونك تسيرين عبر الأحياء وجعل الأسر تشعر بعدم الأمان بكوفيتك الإرهابية". وأضافت: "أنا مسرورة لأنَّك فخورة للغاية بذبح المدنيين".
وعقب الغضب العام حول مضايقتها للطالبة الثانية، أصدرت غيربر بياناً يوم 13 ديسمبر/كانون الأول قالت فيه إنَّها تشعر بأسف عميق حيال التصرفات التي قامت بها. وبعد ستة أيام من الحادثة، أرسل فورمان رسالة نصية إلى صديق للطالبة اعتذر فيها عن تصرفات زوجته.
لكنَّ الطالبة، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب مخاوف من ردود الفعل الانتقامية، قالت لموقع Middle East Eye إنَّها ترفض اعتذار غيربر وترفض كذلك التواصل من جانب زوجها.
وفي أول تصريحات لها منذ بيان غيربر، قالت الطالبة للموقع البريطاني إنَّها تشعر بالحيرة لأنَّه تعيَّن على فورمان الاعتذار عن تصرفات زوجته. وأضافت: "لم يكن هو الشخص الذي قام بمضايقتي. وجميعنا يعرف السيدة المتمتعة بالاستقلالية، وهي مسؤولة عن تصرفاتها".
وأشارت الطالبة إلى أنَّ غيربر لم تتواصل معها شخصياً لإيصال "اعتذارها". وأضافت الطالبة أنَّه من المهم للغاية أنَّ غيربر أخطأت تصوير الواقعة باعتبارها نقاشاً في الشارع تحول إلى "جدال سياسي" قبيح.
وقال متحدث باسم "لجنة التضامن مع فلسطين" بجامعة هارفارد للموقع البريطاني إنَّ القضية أكبر من غيربر، وأشار إلى "ثقافة أكثر عمقاً من العنصرية المعادية للفلسطينيين بهارفارد.. ثقافة يُستهدَف فيها الطلبة المسلمون ذوو البشرة السوداء والبنية والطلبة الداعمين لفلسطين بصورة أوسع نطاقاً بسبب مظهرهم ومبادئهم".
وقضت غيربر فترات في أداء مهام مختلفة في الحزب الديمقراطي، بما في ذلك كتابة خطابات للحملة الرئاسية للجنرال بالجيش الأمريكي ويسلي كلارك عام 2003، كما أنَّها مُدرَجة باعتبارها محررة موقع Five Books بالولايات المتحدة.