هدد بيني غانتس، العضو بمجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2023، بالتحرك على جبهة ثانية، وهي جبهة الحدود مع لبنان، بدعوى أن حزب الله اللبناني يُطلق الصواريخ على مستوطنات شمال إسرائيل، وأن على إسرائيل إيقافه، بحسب صحيفة The New York Times الأمريكية.
جاء ذلك بعد أن قال غانتس للصحفيين: "أقول لأصدقائنا في جميع أنحاء العالم: الوضع على الحدود الشمالية يقتضي التغيير"، و"إن وقت الحلول الدبلوماسية يكاد ينفد. إذا لم يتحرك العالم والحكومة اللبنانية لوقف إطلاق النار على سكان الشمال، ودفعِ حزب الله بعيداً عن الحدود، فإن الجيش الإسرائيلي سيفعل ذلك".
"حالة تأهبٍ عالية للغاية"
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، إن قيادته الشمالية، على طول الحدود مع لبنان، في "حالة تأهبٍ عالية للغاية"، فيما قال رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي: "علينا أن نكون مستعدين للهجوم إذا اقتضى الأمر ذلك".
وتصاعدت التوترات هذا الأسبوع بعد أن اتهمت إيران إسرائيل باغتيال العميد رضي موسوي، أحد كبار مستشاري الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، في ضربة صاروخية في سوريا.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الأربعاء، أن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، توعَّد إسرائيل بالثأر بُعيد جنازة موسوي.
كان المسؤولون الأمريكيون قد أبدوا مراراً تخوفهم من أن تتصاعد الهجمات الانتقامية في المنطقة إلى معركة إقليمية أكبر، إلا أن الولايات المتحدة شنَّت في وقت مبكر الثلاثاء 26 ديسمبر/كانون الأول مجموعة من الضربات الجوية في العراق على منشآت قالت إن وكلاء إيران يستخدمونها.
وجاءت الضربات في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنَّها مسلحون في العراق على أهداف أمريكية، ومنها هجوم بطائرة مسيَّرة قبل ساعات على قاعدة جوية في أربيل أصيب فيه ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية.
زيارة بلينكن المرتقبة
وقال مسؤول إسرائيلي، الأربعاء، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يعتزم زيارة إسرائيل في أوائل يناير/كانون الثاني لمناقشة أوضاع الحرب في غزة، والخطط المزمعة لإدارة الأراضي الفلسطينية بعد انتهاء الحرب.
وهذه رابع زيارة يجريها بلينكن إلى المنطقة منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على القواعد العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، وقد توقف بلينكن في كل جولة من هذه الزيارات عند بعض العواصم العربية.
بعد يوم واحد من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول، توسيع عملياته في وسط قطاع غزة، انطلقت صفارات الإنذار على طول الحدود مع القطاع ثلاث مرات على الأقل، وهو ما يدل على أن قدرات حماس القتالية لا تزال متماسكة، وأنه لا تزال لديها القدرة على تهديد إسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي إن مجلس الحرب الإسرائيلي ناقش، الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول، مختلف المقترحات المطروحة للشروع في هدنة، ومنها مقترح مصري يحث على المضي إلى تبادل آخر للأسرى والمحتجزين في خطوة تُفضي إلى وقف إطلاق النار، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين لا يزالون يخبرون الجمهور الإسرائيلي في العلن بأن عليه أن يتوقع حرباً طويلة وعسيرة في المستقبل القريب.
في الوقت نفسه، ترفض حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية أي اتفاق لإطلاق سراح الأسرى المتبقين إذا لم يتضمن نهاية مستدامة للعدوان على القطاع.
وقال زاهر جبارين، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأربعاء، إن أول خطوة يقتضيها أي اتفاق هي أن يُوضع حدٌّ لقتل الناس المستمر في غزة، وأضاف: "لقد أطلعنا جميع الأطراف على موقفنا، وهو أننا نطالب بوقفٍ شامل لإطلاق النار قبل الحديث عن أي قضايا أخرى".