“إسرائيل لا تدرك فاتورة الحرب على غزة”.. أسوشيتد برس: عدد الجنود المصابين قد يصل إلى 20 ألفاً

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/28 الساعة 12:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/28 الساعة 12:07 بتوقيت غرينتش
الاحتلال يخطط لإدارة قطاع غزة عبر العشائر/ الأناضول

كشف إيدان كليمان، الذي يرأس منظمة غير ربحية ترعى أكثر من 50 ألف جندي من قدامى المحاربين للاحتلال الإسرائيلي، والذين أصيبوا في هذه الحرب وحروب سابقة، أنه لم يسبق له أن رأى هذا العدد الكبير من المصابين على هذا النطاق، وبهذه الكثافة، حسب ما نشرته وكالة The Associated Press الأمريكية.

وأعلنت وزارة الدفاع لدى الاحتلال الإسرائيلي أن نحو 3 آلاف فرد من قواتها قد تعرضوا للإصابة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، وقال جيش الاحتلال إن نحو 900 جندي وضابط من هؤلاء قد أصيبوا منذ أن بدأ الاحتلال هجومه البري على القطاع، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، كما قتل أكثر من 160 جندياً إسرائيلياً منذ بداية العملية البرية حتى الآن. 

حماس المقاومة جنود الاحتلال غزة الحرب على غزة
قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة/ الأناضول

ياجيل ليفي، أستاذ العلاقات المدنية العسكرية في الجامعة الإسرائيلية المفتوحة، قال إن عدد المصابين في هذه الحرب "لا ينفك يتزايد"، و"ربما يكون لهذا الأمر تأثير طويل المدى إذا كانت نسبة كبيرة من هؤلاء المصابين ذوي إعاقة، إذ يتعين على إسرائيل حينئذ إعادة تأهيلهم، وهو أمر له عواقب اقتصادية، فضلاً عن العواقب الاجتماعية". 

دولة الاحتلال لا تدرك خطورة الوضع 

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حرص على التنويه بتضحيات الجنود المصابين خلال زيارته الأخيرة للجنود الجرحى في مركز شيبا الطبي، أكبر مستشفى في إسرائيل، والذي عالج وأعاد تأهيل العديد من الجرحى. وقال نتنياهو لهم: "أنتم أبطال حقيقيون". 

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها تعمل "بكامل طاقتها" لمساعدة الجرحى، وأشارت إلى أنها تعمل على تقليل الإجراءات الروتينية، وتعيين المزيد من الموظفين للتعامل مع هذا العدد الكبير من حالات الإصابة. 

إسرائيل حماس المقاومة اغتيالات
بنيامين نتنياهو ووزير دفاع إسرائيل غالانت / رويترز

مع ذلك، يرى إيدان كليمان، رئيس المنظمة، والذي أصيب هو نفسه في حرب غزة في أوائل التسعينيات، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية لا تدرك خطورة الوضع الناجم عن هذه الحرب. 

وقال كليمان إن منظمته تعمل على تكثيف الجهود لمعالجة ما يُتوقع أنه سيكون احتياجات هائلة لفيض جديد من الجنود الجرحى، موضحاً أن المنظمة شرعت في مضاعفة قوتها العاملة 3 مرات، لتوفير المعالجين والموظفين اللازمين لمساعدة الجنود المصابين في التغلب على الإجراءات البيروقراطية وتحديث مراكز إعادة التأهيل. 

ورجَّح كليمان أن يصل عدد المصابين في هذه الحرب إلى ما يقرب من 20 ألفاً، لا سيما بعد إدراج المصابين باضطراب ما بعد الصدمة. 

كما حذَّر كليمان من أنه إذا لم يتلقَّ جنود الاحتلال المصابون سبل الرعاية العقلية والجسدية التي يحتاجون إليها، ومنها وسائل تيسير الوصول إلى منازلهم واستخدام سياراتهم، فإن ذلك قد يؤدي إلى إعاقة إعادة تأهيلهم وتأخيرها، أو حتى الحيلولة دون عودتهم مرة أخرى إلى القوة العاملة. 

وقالت عيديت شافران جيتلمان، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب: "هناك مصابون دُمرت حياتهم"، لا سيما هؤلاء الذين "سيتعيَّن عليهم أن يعانوا آثار الإصابة طوال حياتهم". 

جديرٌ بالذكر أن مصير الجنود وأحوالهم قضية حرجة، ولها حساسية عاطفية كبيرة في دولة الاحتلال، لا سيما أنها تفرض الخدمة العسكرية  الإلزامية على معظم مواطنيها كما تقول الصحيفة.  

وغالباً ما يُترك مصابو الحروب في مواجهة الواقع الجديد، وكثيراً ما يكون هذا الواقع مربكاً وعسيراً عليهم، وبعضهم يواجه هذا الواقع وحيداً بلا مُعين . 

وتزايد عدد المصابين من جنود الاحتلال الإسرائيليين في هذه الحرب على هذا النحو غير المسبوق يُتوقع أن يترك ذكرى دامغة لحرب غزة في ذاكرة الإسرائيليين لسنوات قادمة. 

تحميل المزيد