كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن إيطاليا رفضت قبول تعيين دولة الاحتلال قيادياً استيطانياً سفيراً لها في روما.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن إيطاليا أرسلت مؤخراً رسائل إلى "إسرائيل" تفيد بعدم موافقتها على تعيين بيني كشريئيل، سفيراً في روما، لأنه مستوطن من مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس المحتلة.
وكانت حكومة الاحتلال صادقت، الصيف الماضي، على تعيين كشريئيل، الذي كان يشغل رئيساً لبلدية معاليه أدوميم، وشغل سابقاً منصب رئيس مجلس "يشع" الاستيطاني، ومن المقرر أن يتولى منصبه بعد نحو ستة أشهر.
وبحسب الإجراءات، بعد موافقة حكومة الاحتلال على تعيين السفير، من المفترض أن توافق عليه الحكومة المضيفة بنفسها، لكن حتى الآن لم تصل الموافقة المطلوبة من إيطاليا.
وأعرب الإيطاليون عبر القنوات الدبلوماسية، عن عدم ارتياحهم لتعيين شخص يعتبر من كبار قيادات المستوطنين، وأن ذلك سيحرجهم في الاتحاد الأوروبي.
موقف إيطاليا يثير دهشة الحكومة الإسرائيلية
وذكرت الصحيفة أن "الموقف الإيطالي غير العادي أثار الدهشة لدى الحكومة الإسرائيلية، بالنظر إلى أن إيطاليا لديها حالياً حكومة يمينية بقيادة جورجيو مالوني، وتعتبر ودية للغاية تجاه تل أبيب، لكن يبدو أن موقفها من تعيين السفير يتأثر بالإجماع الواسع في الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمستوطنات".
وأشارت الصحيفة إلى أن المستوى السياسي في دولة الاحتلال، طلب من الرئيس يتسحاق هرتسوغ إجراء محادثات مع روما لحل الإشكالية.
وأشار الموقع إلى حادثة مشابهة، عندما رفضت البرازيل تعيين داني ديان سفيراً لإسرائيل في البرازيل، بسبب عضويته في مجلس "يشع" الاستيطاني، وعُيِّن من قِبَل نتنياهو قنصلاً عاماً في نيويورك.
وقال الموقع العبري إن هذا "ليس التعيين السياسي الوحيد الذي قد لا يسير بسلاسة، حيث وافقت تل أبيب، الأحد، على تعيين عضو الكنيست السابق أفراهام نعوسا في منصب سفير إسرائيل لدى إثيوبيا".
ومع ذلك، تحذر مصادر مطلعة على العلاقات الإسرائيلية- الإثيوبية، للصحيفة الإسرائيلية، من أن الحكومة الإثيوبية قد لا توافق على تعيين نعوسا بسبب أنشطته الداعمة لهجرة يهود الفلاشة من إثيوبيا إلى فلسطين المحتلة.
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، إن "إسرائيل" بحاجة لمراجعة التصور الدولي لهجومها على حركة حماس، وأسلوب تحقيق أهدافها، موضحاً أن رسالته لإسرائيل هي ضرورة احترام القانون الدولي وجدية التعامل بشأن المدنيين.
وأضاف الوزير الإيطالي أن "هناك عدداً كبيراً جداً من المتطرفين في إسرائيل لا سيما في الضفة الغربية".