قال مصدران أمنيان مصريان لرويترز يوم الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2023 إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة معها رفضتا اقتراحاً مصرياً بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار. في الوقت نفسه أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الإثنين، ارتفاع حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلى 20 ألفاً و674، بالإضافة إلى 54 ألفاً و536 إصابة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الحركتان اللتان تجريان محادثات منفصلة مع وسطاء مصريين في القاهرة رفضتا تقديم أي تنازلات بخلاف إطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين اختطفوا يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول عندما اقتحم مسلحون جنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص.
حماس ترفض مبادرة مصرية تخص غزة
اقترحت مصر "رؤية" أيَّدها أيضاً الوسطاء القطريون تتضمن وقفاً لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، وتؤدي إلى اتفاق أوسع يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار إلى جانب إصلاح شامل للقيادة في غزة التي تتولاها حالياً حماس.
وقال المصدران إن مصر اقترحت إجراء انتخابات بينما قدمت ضمانات لحماس بعدم مطاردة أعضائها أو ملاحقتهم قضائياً، لكن الحركة الإسلامية رفضت تقديم أي تنازلات سوى إطلاق سراح الرهائن. ويعتقد أن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة.
ورفض أحد مسؤولي حماس، والذي زار القاهرة في الآونة الأخيرة، التعليق بشكل مباشر على عروض محددة بشأن المزيد من فترات الهدنة الإنسانية المؤقتة وأشار إلى رفض الحركة مردداً موقفها المعلن رسمياً.
وقال المسؤول لرويترز: "حماس تسعى إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي عن شعبنا وإنهاء المجازر والإبادة الجماعية، وتحدثنا مع إخواننا المصريين حول السبل لتحقيق ذلك". وأضاف: "قلنا أيضاً إن المساعدات لا بد أن تزيد وأن تستمر وأن تصل إلى كل شعبنا في الشمال والجنوب". وتابع "بعد أن ينتهي العدوان وتتم زيادة المساعدات يمكن الحديث عن صفقة تبادل".
الجهاد ترفض المبادرة المصرية
في الوقت نفسه، رددت حركة الجهاد الإسلامي التي تحتجز رهائن أيضاً في غزة هذا الموقف.
ويزور وفد من حركة الجهاد الإسلامي بقيادة الأمين العام للحركة زياد النخالة حاليا القاهرة لتبادل الأفكار مع مسؤولين مصريين حول عروض تبادل الأسرى وقضايا أخرى، لكن مسؤولاً قال إن الجماعة اشترطت إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي قبل إجراء المزيد من المفاوضات.
وقال المسؤول إن حركة الجهاد الإسلامي تصر على أن أي عملية تبادل يجب أن ترتكز على مبدأ "الكل مقابل الكل"؛ أي إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس والجهاد الإسلامي في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
وقبل الحرب، كان هناك 5250 فلسطينياً في السجون الإسرائيلية، لكن العدد ارتفع الآن إلى نحو عشرة آلاف مع اعتقال إسرائيل آلافاً آخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لجمعية نادي الأسير الفلسطيني.
وليلاً وقبل صباح الإثنين، شهدت غزة واحدة من أكثر الليالي دموية خلال الحرب الدائرة منذ 11 أسبوعاً. وقال مسؤولون فلسطينيون من قطاع الصحة إن 70 شخصاً على الأقل قتلتهم غارة جوية إسرائيلية في وسط قطاع غزة.
استمرار القصف الإسرائيلي على غزة
في الوقت نفسه أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الإثنين، ارتفاع حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلى 20 ألفاً و674، بالإضافة إلى 54 ألفاً و536 إصابة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة في مؤتمر صحفي: "ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، إلى 20.674 شهيداً، و54.536 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي". وأضاف أن إسرائيل لا تزال "تعتقل 99 كادراً صحياً على رأسهم مدراء مستشفيات شمال غزة محمد أبو سلمية وأحمد الكحلوت وأحمد مهنا".
وعن الأوضاع الصحية والإنسانية في مراكز الإيواء، قال القدرة: "بلغت مستويات كارثية مفجعة لأكثر من 1.8 مليون نازح يتعرضون لمخاطر المجاعة والبرد القارس وتفشي الأمراض والأوبئة".
وبخصوص استهداف المنظومة الصحية أفاد بأن الجيش الإسرائيلي استهدف 141 مؤسسة صحية وأخرج 23 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة" (منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول). وعن ضحايا الكوادر الطبية، قال المتحدث إن "الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 311 كادراً صحياً وتدمير 102 سيارة إسعاف".
وطالب القدرة "المؤسسات الأممية بالانتقال من موقع توصيف الواقع الكارثي للنازحين والتحذيرات من خطورته إلى إيجاد آليات فاعلة وعاجلة تضمن تدخلها الإنساني لمنع الكارثة والمجاعة".
وأوضح أن ذلك يكون "بتوفير المأوى المناسب لظروف الشتاء وكميات كافية من الماء الصالح للشرب والنظافة الشخصية والطعام والكساء والأغطية وإقامة نقاط طبية للنازحين في كافة أماكن تواجدهم".
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت خسائر مادية وبشرية، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.