أعلن الجيش الأردني، الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، تنفيذه إنزالاً جوياً إغاثياً لمحاصرين داخل كنيسة في غزة، عشية عيد الميلاد، في الوقت الذي غابت فيه الاحتفالات على كنائس الأردن وحلت محلها "صلوات التضامن مع غزة".
جاء في بيان الجيش الأردني، نشره على موقعه الرسمي، أنه "بتوجيهات ملكية سامية، نفّذت القوات المسلحة الأردنية، مساء الأحد، إنزالاً جوياً إغاثياً لمساعدة المحاصرين داخل كنيسة القديس برفيريوس، الواقعة بحي الزيتون شمالي قطاع غزة، وذلك عشية عيد الميلاد المجيد".
800 مسيحي
كما أشار البيان إلى أن "طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي قامت بإنزال مساعدات إنسانية ومواد غذائية، لإغاثة المحاصرين بداخل الكنيسة، التي تعدّ إحدى أقدم الكنائس على مستوى العالم".
كذلك لفت إلى أن "عدد المحاصرين بالكنيسة يقدر بنحو 800 مواطن غزي من الرعايا المسيحيين الموجودين داخل القطاع، ويعانون من شح في الطعام، ونقص حاد في مستلزمات الحياة الأساسية، وسط أوضاع إنسانية صعبة".
وأضاف: "تم إنزال صناديق المساعدات بواسطة مظلات على الكنيسة التي تعد ملاذاً آمناً للمسيحيين ولأطفالهم، مع استمرار محاصرتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".
بحسب البيان، فإن الإنزال، الذي يعد السابع للجيش الأردني منذ بدء الأحداث في غزة، يأتي "كرسالة تضامنية مع إخواننا المسيحيين بالقطاع في ظل الحرب الإسرائيلية المستعرة، والتي ألقت بظلالها على أجواء أعياد الميلاد".
وسبق أن نفذ الجيش الأردني ستة إنزالات لمستشفياته الميدانية داخل القطاع، وهذه المرة الأولى التي لا تكون لها.
لا احتفالات في كنائس الأردن
مساء الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، دقت أجراس الكنائس في الأردن، في تمام الساعة السادسة مساء، إيذاناً بدخول وقت الصلوات لليلة عيد الميلاد المجيد، وقد غابت الاحتفالات المعتادة، فيما حضرت غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي وإبادة.
فقد كان مجلس رؤساء الكنائس في المملكة الأردنية أعلن، الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2023، عدم تقبل المعايدات في عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية لهذا العام، والاكتفاء بالصلوات الكنسية.
وقال في بيان إن قراره يأتي "احتراماً لأرواح الشهداء في غزة، وعموم فلسطين، وتعبيراً عن تضامنه مع الأهل فيها، في ظل استمرار معاناتهم؛ بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم".
تقام الاحتفالات للطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي في 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بينما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في 7 يناير/كانون الثاني المقبل.
فالصلوات التي أديت في كنيسة "قلب يسوع الأقدس" بمنطقة تلاع العلي في العاصمة عمَّان، شهدت غياب مظاهر الاحتفال السنوية التي اعتاد عليها مسيحيو الأردن كل عام.
فور دخول الكنيسة يظهر التضامن مع فلسطين، حيث تزيّن أعلام الأردن وفلسطين والشماغ والكوفية وحمام السلام، شجرة الميلاد، التي وضعت في الزاوية اليُمنى للكنيسة.
كما وضع أمام الهيكل جدار الفصل العنصري، الذي أريد منه الإشارة إلى معاناة الشعب الفلسطيني، حيث صعوبة الاحتفال بعيد الميلاد في ظل الظروف التي يمرون بها.
كذلك وضع مجسم للطفل يسوع ملفوفاً بالشماغ الأردني والكوفية الفلسطينية.
وتضمّنت الفعاليات دوران الأطفال مع الكهنة داخل الكنيسة والمشاركة بالصلوات والترانيم، لتعويضهم عن هدايا "بابا نويل وسنتاكلوز"، إذ فرض الحداد والحزن على غزة غيابها عنهم.
يشار إلى أنه، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد، 20 ألفاً و424 قتيلاً، و54 ألفاً و36 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.