هل نحن في الوحل؟! مسؤول عسكري إسرائيلي سابق: نتنياهو وغالانت يقدمان وعوداً كاذبة لن تتحقق

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/24 الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/24 الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش
بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت/ رويترز

انتقد نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، عضو الكنيست (البرلمان)، يائير غولان، أداء وزير الدفاع يوآف غالانت وسير المعارك في قطاع غزة مع مقاتلي حركة حماس، داعياً إلى إجراء انتخابات "في أسرع وقت ممكن".

في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية نُشرت الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، أكد فيها غولان حقيقة، مفادها أن "هدف السلطات الإسرائيلية المعلن بالقضاء على حماس يتعارض مع إعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة"، لافتاً إلى "التكاليف الباهظة" لهذه الحرب على إسرائيل نفسها. 

حيث قال غولان: "ما يزعجني ليس القتال نفسه، بمعنى هل نحن في الوحل؟ لأنه توجد مهام، وللأسف تكاليف أيضاً"، معرباً عن اعتقاده أن "المشكلة الرئيسية هي أن المستوى السياسي (الحكومة) لا يوضح ما هي أهداف الحرب.. والقول إنه سيتم سحق حماس لا يكفي"، وتساءل: "ماذا سيحدث في غزة بعد سحق حماس؟".

"إذا كان الهدف رقم واحد في نظري هو الالتزام تجاه المختطَفين (الإسرائيليين في غزة) وإعادتهم إلى وطنهم أولاً، فإنني أتوقع أن يتجلى ذلك على أرض الواقع"، أضاف غولان.

ومضى غولان متسائلاً: "هل لدينا إنجازات معينة ونوع من التقدم؟ في الوقت الحالي، لا أرى ذلك"، مضيفاً: "التحرك العسكري النشط الذي يشارك فيه عدد غير قليل من الألوية والفرق، لا أرى إلى أين سيؤدي في النهاية".

تطرق غولان إلى تهديد "حزب الله" شمال إسرائيل قائلاً: "نحن لا نقول الحقيقة لمواطنينا، ولن نقضي على حزب الله، وسيتعين علينا إعادة الناس إلى المستوطنات وكريات شمونة وشلومي، كيف سيحدث هذا بالضبط؟".

وأضاف: "نحن نقدم وعوداً كاذبة (..)، سنستمر في العيش ببلد لا يزال مهدداً، ونحن بحاجة إلى قيادة تقول الحقيقة لشعبها".

وتابع: "اليوم يرفض رجال الدولة الذين يفترض أنهم يتولّون قيادتنا، أن يقولوا ما هي أهداف الحرب وكيف يرون أنها تتطور، إنه أمر صادم".

وتطرق غولان إلى التهديدات المتكررة من قبل وزير الدفاع يوآف غالانت لرئيس "حماس" بقطاع غزة يحيى السنوار، قائلاً إن ذلك "غير ضروري للغاية وغبي للغاية، كله هراء (..)".

وتابع: "لقد دخلت حماس هذا الصراع بذهن صافٍ، وكانت تأمل بالطبع أن ينضم آخرون، وكانت تفهم جيداً ما هي التكاليف، لكنها قالت لدولة إسرائيل شيئاً بسيطاً للغاية: لقد ظننت أنكِ تستطيعين إدارة الصراع وتقليصه، سأظهر لك أنك لا تستطيعين ذلك".

وأضاف أنه مع استمرار القتال "كان يُنظر إلى دولة إسرائيل في ضعفها على أنها غير قادرة على الوقوف بمفردها ضد أعدائها وبحاجة إلى حماية الولايات المتحدة".

فيما اعتبر غولان أنه على إسرائيل أن "تفهم أن الحلول السياسية يجب أن تقترن بالحلول العسكرية"، مضيفاً أنه "منذ عام 2009، توقفت إسرائيل فعلياً عن الانخراط في المجال السياسي".

وطالب نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق بـ"وجود حكومة إسرائيلية جادّة تتعامل مع القضية الفلسطينية".

وفي رده على سؤال بشأن عمّا إذا كان ينبغي إجراء الانتخابات الآن، ردّ غولان بالإيجاب، موضحاً أن ذلك من المفترض أن يتم "في أقرب وقت ممكن".

ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنّت "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوماً على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1140 إسرائيلياً وأسرت نحو 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعاً انتهت في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وتقول إسرائيل إن عشرات الإسرائيليين ما زالوا أسرى لدى "حماس" داخل قطاع غزة، بينما تطالب الحركة بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين.

ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت 20 ألفاً و424 شهيداً، و54 ألفاً و36 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

تحميل المزيد