“أنت لم تعُد تمثلنا”.. مسلمو نيوجيرسي يتجهزون للحشد ضد “نائبهم” في الكونغرس بسبب دعمه للحرب على غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/24 الساعة 20:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/24 الساعة 20:13 بتوقيت غرينتش
متظاهرون يحتجون داخل الكونغرس ضد الحرب على غزة - رويترز

قال موقع Politico الأمريكي في تقرير نشره يوم الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن النائب الديمقراطي في الكونغرس، بيل باسكريل ، عن ولاية نيوجيرسي، والذي احتشدت الجالية الأمريكية العربية دعماً له لإنجاحه، يواجه أزمة كبيرة ربما تؤدي لفقدانه مقعده في الكونغرس الذي احتفظ بمنصبه فيه 

لـ14 دورة انتخابية؛ وذلك بسبب موقفه من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

حيث احتج الأمريكيون العرب خارج مكتب المقاطعة في مدينة باترسون، التي تضم منطقة ليتل رام الله (رام الله الصغيرة)، التي تعد أكبر جيب أمريكي فلسطيني في البلاد. وقد عقدوا مؤتمراً صحفياً يطالبون بوقف إطلاق النار، ويخطط بعض الأمريكيين العرب للحشد ضد عضو الكونغرس البالغ من العمر 86 عاماً، عندما يسعى لإعادة انتخابه في العام المقبل.

انتقادات لبرلماني أمريكي بسبب الموقف من حرب غزة

يصفه المؤيدون السابقون بـ"الدجال" و"بوق تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته". ويقول هؤلاء إن ما يبدو عدم مبالاة من جانب باسكريل تجاه مخاوفهم من الهجوم الإسرائيلي على غزة ورفضه دعم وقف إطلاق النار قادهم إلى التفكير في دعم المنافسين الديمقراطيين الآخرين في شهر يونيو/حزيران 2023 بما في ذلك أحد مساعديه السابقين.

قال فراس عواد، عضو مجلس إدارة مدرسة محلية في مدينة كليفتون بولاية نيوجيرسي، ينحدر أجداده من قرية عين كارم خارج القدس: "لا يمكنك أن تصف نفسك بصديق المجتمع، ثم تدير ظهرك إليه. ليس هناك أدنى فرصة لأن يدعمه أي شخص".

وتبدو هذه التوترات المتصاعدة في الدائرة الانتخابية التاسعة التي ينوب عنها باسكريل، انعكاساً لافتاً لنفس خطوط الصدع التي تخترق صفوف الحزب الديمقراطي في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل. دعّم المشرعون الفيدراليون بقوة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن بعد شهرين من قصف إسرائيل لقطاع غزة، ما تسبب في استشهاد حوالي 20 ألف شهيد، يواجه المشرعون ضغوطاً متزايدة من اليسار من أجل الضغط لإنهاء الهجوم الإسرائيلي.

Bill Pascrell stands among a group of union members and shakes hands.

دعوات لوقف إطلاق النار

كان أحد أكبر الأسماء التي تنضم إلى الدعوات التي تطالب بوقف إطلاق النار، هي النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، كاتي بورتر، التي تخوض انتخابات مجلس الشيوخ في عام 2024 على المقعد الخالي في الولاية. لكن الغالبية العظمى من الديمقراطيين في واشنطن يتبنون نفس وجهة النظر التي أعرب عنها باسكريل في حملة جمع التبرعات التي نُظمت يوم الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول في باترسون.

وفقاً لفيديو يحتوي على تصريحات له حصل عليه موقع POLITICO: "لا أستطيع التحكم في سياسات إسرائيل. لكنهم لديهم كل الحق في حماية أنفسهم والدفاع عن أنفسهم. أُغلقت القضية".

صحيحٌ أن الأمريكيين العرب يشكلون قاعدة انتخابية مهمة بالنسبة لباسكريل، لكنهم يمثلون كتلة صغيرة نسبياً في منطقة تحتوي على أكثر من 20 بلدة في مقاطعة بيرغن التي يكتظ فيها اليهود والكائنة بولاية نيوجيرسي. وذلك ما يجعل من المستحيل للنائب الديمقراطي أن يسعد القاعدة الديمقراطية بأكملها.

حاول باسكريل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أن يسير على خطاب جيد. فقد دعّم "هدنة إنسانية" وبذل جهوداً من أجل إدخال مزيد من المساعدات في غزة، ولكن مثل غالبية النواب، لم يوقع على قرار يطالب بوقف إطلاق النار (وهو قرار لم يوقع عليه من مُشرعي نيوجيرسي سوى زميلته النائبة الديمقراطية بوني واتسون كولمان وزميله النائب الديمقراطي دونالد باين جونيور).

Bill Pascrell sits among crowd.

دعوة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة 

في التصريحات العامة وفي الخطابات المُرسلة إلى البيت الأبيض، ضغط باسكريل من أجل إطلاق سراح الأسرى وأيّد "جهود النوايا الحسنة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى حل الدولتين. وحتى الآن، قال إن "ضبط النفس لحماية أرواح المدنيين الأبرياء" هو المسار الأكثر حكمة للمضي قدماً فيه.

قال باسكريل في تصريح لموقع POLITICO: "أسمع معاناة مجتمعنا وأشعر بها بقوة، ومثل ملايين من الأمريكيين أريد بشدة نهاية دائمة للقتال في أقرب وقت ممكن، وأريد تدفقاً كبيراً للمساعدات الإنسانية المقدمة عن طريق أمريكا لحماية الفلسطينيين وبداية إعادة بناء غزة".

لكن بعضاً من أفراد قاعدته الانتخابية لم ترُق لهم تصريحاته بما يكفي. فمنذ بداية الحرب، التقى أفراد من الجالية الأمريكية العربية بباسكريل والقادة الآخرين الفيدراليين وعلى مستوى الولاية، من ضمنهم النائبة ميكي شيريل والسيناتور كوري بوكر، وفيل ميرفي، حاكم ولاية نيوجيرسي، ليعربوا عن قلقهم ويضغطوا لدعم وقف إطلاق النار. لكن بعض السكان والقادة يقولون إنهم لا يشعرون أن باسكريل كان منفتحاً على حديثهم، وإنهم أوضحوا له أنه لم يعد مرحباً به في مساجدهم وشركاتهم ومنازلهم، في ظل دعمه الذي لا يتزعزع لإسرائيل.

آثار الدمار إثر القصف الإسرائيلي على غزة/الأناضول

نشاط للمسلمين في أمريكا دعما لغزة 

قال قادة مسلمون آخرون إن باسكريل كان أكثر استجابة بكثير لهم في الماضي، لا سيما في عام 2012، عندما أُجبر على خوض انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي على الدائرة التاسعة التي كانت قد استُحدثت آنذاك. وقد خاض هذه الانتخابات ضد النائب ستيف روثمان. وحينها كان يُنظر إلى باسكريل، الذي كان يمثل آنذاك الدائرة الثامنة، بين الجالية الأمريكية العربية على أنه بديل قوي لليهودي المؤيد لإسرائيل بشدة ستيف روثمان.

يتذكر صلاح الدين مصطفى، الذي ساعد في قيادة الجهود الشعبية المسلمة لإنجاح باسكريل في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2012، دعوة باسكريل إلى مكتبٍ في الطريق 46، ليطلعه على خططهم لتنظيم الدعم له عن طريق الذهاب إلى البلدة تلو البلدة في المنطقة الجديدة.

قال مصطفى، الذي كان أيضاً مدير التواصل بالمركز الإسلامي لمقاطعة باسيك: "قُدناه، واتَّبَعَنَا".

هزم باسكريل روثمان في الانتخابات التمهيدية، بعد أن حصل على 61% من الأصوات. أفادت صحيفة The Record ذلك العام بأن باسكريل حصل على 90% من أصوات البلدات الست لمقاطعة باسيك في الدائرة الانتخابية الجديدة، بما في ذلك باترسون، التي تضم ثاني أكبر جالية أمريكية عربية في المقاطعة، وذلك وفقاً للمدينة.

بيد أن ذلك المستوى من الدعم يبدو بعيد المنال في أعقاب الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، وأعداد الشهداء التي تأثرت بها الجالية العربية بشدة. إذ إن أكثر من 1000 فلسطيني ممن لهم أقارب في نيوجيرسي استشهدوا في الحرب، وذلك وفقاً لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، فرع نيوجيرسي. كان نائب رئيس المجلس، علي الجراح، أحد المحتجين في حملة جمع التبرعات. وقال إن استجابة باسكريل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تتنافى مع الشخص الذي ساعدته الجالية الأمريكية العربية ليُعاد انتخابه.

اعتصام داخل مبنى الكونغرس دعماً لغزة/ رويترز

وقال: "لقد كان الرجل المناسب. كان في الأساس مثل توماس إدوارد لورنس في الكونغرس"، وذلك في إشارة إلى الدبلوماسي البريطاني المعروف بـ"لورانس العرب". 

وأوضح: "من أجل هذا شارك العرب. لقد رأوا أن ستيف روثمان في 2012 هو مرشح مؤيد للصهيونية، ولديك الكثير من العرب الذين يعيشون في الدائرة، والذين لا يريدون وحسب شخصاً يسير على خطى الحزب ومن أجل هذا خرجوا وأوصلوا باسكريل إلى إعادة انتخابه". لكنه أضاف قائلاً أن باسكريل الآن هو الشخص الذي يسير على خطى الحزب.

تحميل المزيد