قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن رئيس حركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، لديه "خطة منظمة" لإنهاء الحرب الجارية في القطاع، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحت الهيئة، نقلاً عن مصدر مطلع لم تحدده، أن الخطة "تتضمن انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي كجزء من اتفاق وقف طويل لإطلاق النار، والاحتفاظ بجزء من الأسرى الإسرائيليين كورقة مساومة للمستقبل".
ووفقاً للهيئة الإسرائيلية، زعم المصدر أن "السنوار يعمل على افتراض أن الهدنة الأولى لم تأتِ بنتائج مرضية لصالح حماس، ولذلك فهو يصر على انسحاب الاحتلال إسرائيلي من الأحياء المحتلة بغزة، ووقف طويل لإطلاق النار".
تفاصيل خطة السنوار
أشار المصدر إلى أن مطالب السنوار في إطار الخطة المذكورة "أكثر بكثير مما تعرضه إسرائيل على حماس"، وأضاف: "السنوار يعتقد أن انسحاب القوات البرية للجيش الإسرائيلي من المدن في شمال وجنوب قطاع غزة سيُحقق استعادةً جزئيةً لقدرته على القيادة والسيطرة على المناطق التي تحتلها بالفعل إسرائيل".
وتابع المصدر: "الإسرائيليون يفسرون الواقع بشكل معاكس، أمّا السنوار فليس منفصلاً عن الواقع".
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في قطاع غزة، وقام بتوسيع مداها بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مع حركة "حماس"، في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لتمتد من شمال قطاع غزة نحو مناطق جنوبية كان يدّعي في بداية الحرب أنها "آمنة"، ودعا الفلسطينيين للنزوح إليها.
وفيما يتعلق بالمحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس"، قال المصدر في تصريحاته للهيئة العبرية إن "الحركة تنوي الاحتفاظ بجزء كبير من الأسرى كورقة مساومة في المراحل المقبلة أيضاً، تحسباً لعودة إسرائيل للمناورات البرية بعد وقف إطلاق نار محتمل آخر".
ووفق المصدر فإنَّ الدول التي تتوسّط في المفاوضات مع حماس (في إشارة إلى قطر ومصر) تعتقد أن الحرب "تقترب من مراحلها النهائية"، ورغم ذلك فإنَّ حماس "تستعد أيضاً لاحتمال استمرار الحرب لفترة طويلة".
محادثات اتفاق هدنة بين حماس والاحتلال
وخلال الأيام القليلة الماضية تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية وخاصة عن اتفاق هدنة محتمل، قد يتم إبرامه قريباً بين الاحتلال وحركة حماس في غزة، يشمل الإفراج عن أسرى من الطرفين، وذلك برعاية مصرية وقطرية.
وفي وقت سابق قال مسؤولون لدى الاحتلال إن تل أبيب "تدرس تحسين العرض المقدم لحركة حماس فيما يتعلق بهدنة مؤقتة محتملة بين الطرفين، بحيث تشمل وقف إطلاق النار لأكثر من أسبوعين، من أجل إقناع حماس بالإفراج عن المزيد من الرهائن المحتجزين لديها"، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي تُشدد فيه حركة "حماس" على رفضها أية مفاوضات لتبادل أسرى دون وقف كامل لإطلاق النار، بينما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، أنَّ الحرب على غزة "لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها".
والخميس، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن "نحو 129 محتجزاً ما زالوا في قطاع غزة".
ووفق إحصاءات إسرائيلية، أسَرَت "حماس" نحو 239 شخصاً خلال هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت حتى صباح الجمعة "20 ألفاً و57 شهيداً و53 ألفاً و320 جريحاً معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، وفقاً للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.