قال جدعون جولبر، مدير عام ميناء "إيلات" جنوب إسرائيل، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن نشاط الميناء انخفض بنسبة 85% منذ بدء هجمات جماعة "الحوثي" اليمنية في البحر الأحمر، ضد السفن التابعة أو المتعاونة مع تل أبيب، في وقت تتتالى فيه كبار شركات الشحن البحري لتحويل وجهات سفنها بسبب هجمات "الحوثي".
وتستهدف جماعة الحوثي السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل لدى مرورها بمضيق باب المندب، "تضامناً مع قطاع غزة" الذي يتعرض لحرب مدمرة متواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) عن جولبر قوله، إن "نشاط ميناء إيلات شهد انخفاضاً بنسبة 85%، منذ بدء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر".
ويقع مضيق باب المندب، حيث يتمحور تنفيذ هذه الهجمات، بين شبه الجزيرة العربية وأفريقيا، ويربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، ويختصر رحلات السفن 14 يوماً في المتوسط، وفق بيانات منظمة التجارة العالمية.
في غضون ذلك، قالت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية إن "أسعار الشحن تصل إلى مستويات مرتفعة مع تزايد الضغوط على شركات النقل".
مشيرة إلى أن "حوالي 180 سفينة حاويات غيّرت مسارها حول أفريقيا أو تم إيقافها لتجنب الهجمات في البحر الأحمر".
في السياق نفسه، قالت شركة الشحن الألمانية هاباج لويد، الخميس، إنها أحدث شركة تعتزم تجنب البحر الأحمر بعد شن جماعة الحوثي اليمنية هجمات على سفن تجارية، الأمر الذي يربك حركة التجارة العالمية واستدعى تحركاً بحرياً بمشاركة عدة دول.
هاباج لويدن أوضحت أنها ستغير مسار 25 سفينة بحلول نهاية العام لتجنب الإبحار في البحر الأحمر مع ارتفاع أسعار الشحن البحري وتزايد مخزونات الشحن بسبب حالة الارتباك. ويعني تجنب البحر الأحمر وقناة السويس استخدام السفن لمسار أطول كثيراً بالدوران حول قارة أفريقيا.
من أجل تفادي هجمات الحوثي، يهرع التجار إلى إيجاد مسارات شحن بديلة لتوصيل البضائع إلى متاجر البيع بالتجزئة، ويزيد استخدام طريق رأس الرجاء الصالح مدة الرحلة 10 أيام إضافية تقريباً.
من جهتهم، يقول محللون إن تأخر الشحنات قد يتسبب في نفاد مخزونات بعض المتاجر بحلول فبراير/شباط.
وقال متحدث باسم شركة هاباج لويد إن سفينة الجسرة التابعة للشركة تعرضت لهجوم قرب اليمن في 15 ديسمبر/كانون الأول أثناء توجهها إلى سنغافورة، وإن الشركة ستتخذ مزيداً من القرارات حول المسارات بحلول نهاية العام. وأشار المتحدث إلى أن الشركة لم تتلقَّ بعد أي معلومات تفصيلية حول تحالف قوات بحرية تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيله لحماية الملاحة في البحر الأحمر.