قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن الجيش الإسرائيلي طلب من الفلسطينيين المقيمين قرب مقرها الواقع شرقي بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، التوجه إليه بـ"اعتباره مركز نزوح ومن ثم اعتقلهم"، في حين اتهمت حركة حماس إسرائيل بإعدام عائلات بأكملها في غزة بدعم من واشنطن.
الجمعية أضافت في بيان، أن "الجنود أجبروا جميع الذكور الموجودين في المركز وعددهم 47 شخصاً، على الخروج منه وخلع ملابسهم، حيث تم تقييدهم جميعاً ووضعهم خلف آلية عسكرية واقتيادهم إلى أحد المنازل في المنطقة، وتهديدهم ومنعهم من قضاء الحاجة".
وتابعت: "فيما بعد قام الجيش باقتياد جميع الموجودين إلى شاحنة، وإعادة تقييد أيديهم وعصب أعينهم في وضع مهين لنحو 4 ساعات، مع تعرضهم للضرب داخل الشاحنة".
وفي السياق، قالت الجمعية إن الجيش الإسرائيلي يواصل اعتقال 8 من طواقمها في مركز إسعاف شمالي غزة، "فضلاً عن تدميره مركبات الإسعاف وجزءاً من المبنى الإداري".
وأشارت إلى أن الجيش "دمر جهاز الاتصال اللاسلكي المركزي والبوابة والمدخل والسور الخاص بالمركز".
وأمس الخميس، أعلنت الجمعية "انقطاع الاتصال مع مركز إسعاف جباليا (شمال)، بعد اقتحامه من قبل الجيش الإسرائيلي".
وقالت إن الجيش "اعتقل الطواقم العاملة والمسعفين، حيث اقتادهم إلى جهة مجهولة، ولا تزال النساء محاصرات وحدهن داخل المركز".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي على بلدة جباليا ومخيمها، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
ومنذ أسابيع، تتوغل القوات البرية الإسرائيلية شمالي قطاع غزة، حيث اندلعت اشتباكات ضارية مع "المقاومين" الفلسطينيين.
تصفية عائلات بأكملها
من جهتها، قالت حركة "حماس"، الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب عمليات تصفية وإعدام بالرصاص لعائلات بأكملها في عدة مناطق داخل مدينة غزة وشمالي القطاع، بدعم من واشنطن.
جاء ذلك في بيان للحركة الفلسطينية، جراء تصعيد الجيش الإسرائيلي حملته العسكرية على القطاع براً وبحراً وجواً، وتزايد أعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وأشارت حماس إلى أن عدة "مناطق في مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، سجلت عمليات تصفية وإعدام برصاص جيش الاحتلال الفاشي (الإسرائيلي)، لعائلات بأكملها، كما حدث مع عائلة (عناية) في مدينة غزة، والتي وُجِدَت جثث أفرادها في منزلهم بعد انسحاب الاحتلال".
وأضافت: "كما سُجلت حالات عدة لإعدام رجال مدنيين أمام أعين عائلاتهم من نساء وأطفال، بعد اقتحام منازلهم والسيطرة عليها، وفق شهادات الأهالي والناجين من هذه المجازر الإرهابية".
وطالبت الحركة "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية، بأن ترفع الصوت عالياً في وجه هذا الصلف والإجرام، والاستخفاف بالقانون الدولي والإنساني".
ودعت إلى "محاسبة حكومة الاحتلال، وداعميها الدوليين، وعلى رأسهم إدارة الرئيس الأمريكي (جو) بايدن، على ما اقترفوه من جرائم بحق المدنيين الأبرياء".
وتداولت مواقع إخبارية رواية شهود عيان يتحدثون عن إعدامات ميدانية نفذها الجيش الإسرائيلي أمام أعينهم، إلى جانب اعتقالات عشوائية للمدنيين واقتيادهم إلى جهات مجهولة.
ويصعّد الجيش الإسرائيلي حملته العسكرية على مدينة غزة وشمالي القطاع، فيما قالت حماس إن "اعتقال العدو الصهيوني عدداً من موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم جباليا للاجئين (شمال)، واستمراره كذلك في اعتقال نحو 100 من الأطقم الصحية، جريمة حرب، وتعبير عن فاشية هذا العدو، الذي يدمر القطاع الصحي بشكل ممنهج".
ويصعد الجيش الإسرائيلي حربه على مستشفيات القطاع والطواقم الصحية، ضمن حرب مدمرة على غزة يشنها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلّفت حتى صباح الجمعة "20 ألفاً و57 شهيداً و53 ألفاً و320 جريحاً معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.