دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، مربعاً سكنياً بشكل شبه كامل في حي "الرمال" بمدينة غزة يضم مئات الشقق السكنية وعشرات المباني ومجموعة من المؤسسات التابعة لحركة "حماس" وللحكومة في القطاع، في الوقت الذي عبرت فيه الأمم المتحدة عن مخاوفها الجدية بشأن منع تل أبيب لإبادة جماعية في حق الفلسطينيين.
والخميس، تواصل إسرائيل شن غاراتها العنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مخلفة عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
تضم مئات الشقق السكنية
فقد أفاد شهود عيان، أن الجيش الإسرائيلي دمر مربعاً سكنياً في حي الرمال يضم عشرات المباني، وأوضحوا أن "أصوات انفجارات عنيفة دوت في المكان المستهدف، فيما انبعثت الأدخنة السوداء الكثيفة".
تضم المنطقة المدمرة المعروفة باسم "مربع مسجد فلسطين" مئات الشقق السكنية وعشرات المباني ومجموعة من المؤسسات التابعة لحركة "حماس" وللحكومة في غزة.
من بين هذه المؤسسات مكتب رئيس حركة "حماس" بالقطاع يحيى السنوار، ومكتب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ومقر المجلس الأعلى للقضاء، بحسب المراسل.
كما يقطن في هذه المنطقة الحيوية نحو 30 ألف نسمة، وفق المراسل.
قلق أممي بشأن إبادة جماعية
في سياق متصل، قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، إن خطاب الكراهية الإسرائيلي ضد الفلسطينيين يثير مخاوف جدية بشأن التزام تل أبيب بمنع الإبادة الجماعية.
جاء ذلك في بيان أصدرته اللجنة الأممية، الخميس، أعربت فيه عن قلقها البالغ حيال استئناف إسرائيل هجماتها الوحشية على قطاع غزة المحتل مجدداً في الأول من ديسمبر/كانون الأول عقب هدنة إنسانية استمرت 7 أيام.
اللجنة الأممية حذرت من خطاب الكراهية اللاإنساني المستخدم ضد الفلسطينيين، مضيفة: "يثير هذا الوضع مخاوف جدية فيما يتعلق بالتزام إسرائيل والدول الأطراف الأخرى بمنع الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية".
كذلك أشار البيان إلى أن إسرائيل تواصل هجماتها الوحشية والعشوائية في جميع أنحاء قطاع غزة المحتل، معتبرة أنه من المروع أن يؤدي توسيع إسرائيل لعمليتها البرية العسكرية باتجاه جنوب قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني.
وأردف: "هناك قلق بالغ إزاء الكراهية العنصرية والتحريض على العنف وأعمال الإبادة الجماعية والتصريحات اللاإنسانية لكبار المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين وأعضاء البرلمان والسياسيين والشخصيات العامة التي تستهدف الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول".
نصف مليون إنسان يجوع
من جهته، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الخميس، من أن أكثر من 570 ألف شخص في غزة يواجهون جوعاً كارثياً، وذلك في بيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي، ومقره في روما، بشأن الوضع في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ شهرين ونصف.
كما أضاف البيان: "تواجه واحدة من كل أربع أسر في غزة حالياً جوعاً شديداً، وخطر المجاعة إذا لم تتمكن من الحصول على الغذاء الكافي والمياه النظيفة والخدمات الصحية والصرف الصحي"، وفقاً لـ"التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي".
أحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي عن تحليل الأمن الغذائي في غزة، أفاد أن جميع سكان غزة (حوالي 2.2 مليون شخص) يعانون من أزمة أو ما هو أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وقال البيان: "أبرز تقرير التصنيف المرحلي المتكامل أن 26% من سكان غزة (576 ألفاً و600 شخص) استنفدوا مواردهم الغذائية وقدراتهم على التكيف ويواجهون جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل)".
كذلك، ذكر التقرير أيضاً أن "هناك خطر حدوث مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر الوضع الحالي الذي يتسم بالصراع الشديد ومحدودية وصول المساعدات الإنسانية".
ولفت البيان إلى أن الناس في غزة أخبروا موظفي برنامج الأغذية العالمي أنهم في كثير من الأحيان يقضون أيامهم دون تناول الطعام، وأن العديد من البالغين يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام.
من جهتها، قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي في البيان: "لقد ظل برنامج الأغذية العالمي يحذر من هذه الكارثة الوشيكة منذ أسابيع. ولسوء الحظ، فإن الوضع يائس دون الوصول الآمن والمنتظم الذي نطالب به".
كما أضافت: "لا أحد في غزة في مأمن من الجوع، لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد الناس يموتون جوعاً".
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء، 20 ألف قتيل فلسطيني، و52 ألفاً و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.